أَشْلاَءٌ دَامِيَة - صلاح الدين الغزال

أَحْبَبْتُ مَاجِنَةً لاَ عَقْلَ يُلْزِمُهَا
عِنْدَ الوَفَاءِ بِلاَ عَهْدٍ وَلاَ دِينِ

فُوجِئْتُ بِالغَدْرِ مِنْ خَلْفِي وَقُدْرَتُهَا
فِي الحَبْكِ قَدْ أَوْهَنَتْ كَيْدَ الشَّيَاطِينِ

بَاعَتْ حَمَاقَتُهَا وِدِّي بِلاَ ثَمَنٍ
وَنَكَّلَتْ بِرُفَاتِي دُونَمَا لِينِ

وَاسْتَدْرَجَتْنِي إِلَى حَتْفِي عَلاَنِيَةً
بِزَرْعِ حُبٍّ لَعِينٍ كَادَ يُرْدِينِي

وَالنَّاسُ تَسْأَلُ مَا بَالِي أَهِيمُ بِهَا
مِنْ بَعْدِمَا غَدَرَتْ وَاللَمْزُ يُؤْذِينِي

أَجَابَ عَنِّي نَهَارِي عِنْدَمَا سَلَبَتْ
فِي نَشْوَةِ السُّهْدِ لَيْلاً كَيْ يُوَاسِينِي

فِي دَاخِلِي انْدَلَعَتْ نِيرَانُ عَابِثَةٍ
فَأَوْقَدَتْ بِالجَوَى نَارَ البَرَاكِينِ

وَخَافِقِي لَمْ يَكُنْ إِثْماً أُلاَمُ بِهِ
إِنْ كَانَ لَيْسَ سَوِيّاً عِنْدَ تَلْقِينِي

وَزَلَّةُ اللَحْظِ لَمْ تَسْأَلْ تَبَاعُدَنَا
عَنْ سِرِّ غَدْرٍ غَدَا سُخْطاً لِيُشْقِينِي

لَقَدْ تَلاَشَتْ سُوَيْعَاتُ الأَصِيلِ وَكَمْ
فِيهَا شَدَوْنَا مَعاً بَيْنَ الرَّيَاحِينِ

بِمِدْيَةِ الهَوْلِ والأَشْلاَءُ دَامِيَةٌ
قَدْ مَزَّقَتْ دُونَمَا رِفْقٍ شَرَايِينِي

كَمْ قَبَّلَتْ ثَوْبِيَ البَالِي وَمُهْجَتُهَا
تَتَوْقُ شَوْقاً لِدَرْبِي كَيْ تُلاَقِينِي

مِنْ أَجْلِ قَرْنَيْنِ رُمْتِ القَتْلَ فَاتِنَتِي
فِي سَاحَةِ الفَتْكِ طَعْناً بِالسَّكَاكِينِ

أَنْهَكْتِ جَيْبِي وَلَمْ تَسْطِعْ خَزَائِنُنَا
لَكِ الوَفَاءَ فَعُذْراً لاَ تَلُومِينِي