عودة طائر مهاجر - علي الفزاني

ربما حدث هذا.. يا إلهي ساعدنا / الشاعر
ستقودين أبابيل الشباب
في ليالي الموت والنصر على هذي الهضاب
ستغنين نشيداً عربياً لم يسطَّر في كتاب
من جراح الأمس مكبوت الرغاب
آه يا عهد البغايا والكلاب
والحروف الصفر- أشباه الذئاب
إن هذا اليوم يومي وأنا إبن الهضاب ساكن الأرض الخراب
في جليد الليل والإعصار عريان الإهاب
وطوابير الذئاب
تتعاوى ووعود الزيف تترى كالسراب..
وأنا أبغي رغيفاً وملاذاً وثياب..
آدميٌ في عراء الشرق أقتات التراب.
***
غير أني قد سرقت النار من صمت الرماد
ونحتُّ الخنجر المسموم من صخر العناد..
أبداً أبقى عويلاً وبكاء ورقاد..
وإنتظار لفتات من بقايا شهرزاد
أبداً إني إتِّقاد..
أرصد الأيام أطوي عبر صمتي ألف بعدً ووهاد..
وبقايا قلعة الطغيان- أعلام الحداد..
تتهاوى تحت فأس عربي في يديْ من عاد يوماً للحصاد
(أيها الأفاق هذا قوت شعب وعباد.
فأعدْ للكادح المغبوب ما هدَّ السهاد
في ليالي الجوع والموت مهموم الفؤاد)
***
يا ليالي البؤس في ذاك الجنوب..
قبر أمي ورفاقي- في السهوب..
عار عصر.. في عيون الطفل.. والحقل الجديب
في ضروع الأمهات ندبٌ، ألف ندبٍ ونضوب..
غضب التاريخ في كل الدروب..
في مرايا موكب الثوَّار.. إيمان الشعوب..
بالغد الموقوت بالفجر القريب..
***
ستقودين أبابيل الشباب..
لعبور النار واليحموم من هذي الهضاب
سفناً سمراء في قلب العباب
ونسوراً تتبارى فوق كثبان الضباب..
----------
سبتمبر 1969