على حافة العالم - أحمد البربري

على حافة العالم
أرمق الكون
قاب قوسين من حافة الأرض
أشبك عينيَّ بالأنجم السائرات
و أحصي المسافة
كم آهةً في المسافة
بين يديك
و جرحي
دهران
سبعون ألفاً من الشهب
تثقب روحي لدى كل حلم
و أغنية للحنين
لدى كل حلم و أغنية للحنين
أحبك
ها أنذا
أتكوم في نفس تلك الحقائب
أحزم نفس المتاع
و أجمع نفس التصاريح
نفس الوثائق
عما قليل
أبلل نفس الوجوه التي ودعتني
سيلقفني جبل أشيب الرأس
يرقدني قرب قبلته
و يصلي على روحي الميتة
سوف يدفنني ذلك الحقل في دفئه
و يهيل عليَّ الفواكه
و الخضر الموسمية
يلتف حولي الصغار
و يُضحكنا كيف صاروا جميعاًَ
أطول مني
بعد قليل
سآوي إلى النوم
نفس الفراش القديم
تدغدغ جلدي برودته
سأغمض عيني
أعب من النوم ما فاتني
منذ دهرين
* * *
ليست الشمسُ كالشمسِ
ليست الشمسُ ألسنةً
من رماحِ الجحيمِ
تمزقُ وجهي
هنا الشمسُ
وجهكِ
بئرٌ من الودِ
يبسمُ في كلِ حينٍ
و يطليني عنبراً
و السماءُ جناحُ ملاكٍ كبيرٍ
يظلل جذع المدينة
(شبين) ..
أخيراً (شبين)
* * *
مازالت الساعة العاشرة
الطريقُ القديمُ
بساطٌ من المتعبين
تدب عليه العظايا
كما كان دوماً
وجوه تآلف معها العناء
صبر بليد تحنط بين الجفون
و لا وجه من بينها
مثل وجهك
تركض فيه العناقيد
ما زالت العاشرة
سأرتاد كل المقاهي
و أرقى إلى ربوة الراهب المسرحي
و أشرب شاياً
و أحكي حكايا
إلى أن تطل المواعيد من ساعتي
انتظرت طويلاً
و مازال يفصل بيني و بينكِ
سور الدقائق
ألمح وجهي
يركض
يدفع سيف الثواني
على مسرح الساعة المستدير
و ما زالت العاشرة
* * *
أحط أخيراً
على حافة الجسر
مستنفذ الأجنحةْ
و يحملني العطر
إذ يحتفي الشارع الـمستفيق
بخطوتها الياسمين
تغني على أولِه
أمُرُّ كما الضوء
من باب عينيك
يشملني موكب الشهد
في أول الفرحة الكاسحة
أعبُ الطريق القصير/ الثواني
"تعالي إلي
هلمي
ادخلي جلدي الآن
من قبل أن أتبخر شوقاً"
اصرخي بي:
"أحبكَ"
قوليها مرةً
و اقتلينــي
بوحي بها
قُبلةً واحدة
تُُملس عيناكِ وجهي
ُتملس عيناي روحك
أشرب كل كيانك في نظرةٍ
و أحبك
للمرة الأولى
في مكان محايد
* * *
(نداء)
"على السادة الذاهبين التوجه فوراً إلى سلم الطائرة"
* * *