نَحْلَة ً عَنَّتْ وطَنَّتْ في الرياح - أحمد شوقي
نَحْلَة ً عَنَّتْ وطَنَّتْ في الرياح
واملأ رماحاً غورَها ونَجْدَها
وافتح أُصول النيل واستردَّها
غمرة ً أودت بخوَّاض الغُمر؟
أين نابليون؟ ما غاراته؟
سلطانَها، وعزَّها، ورَغْدَها
نم طويلاً ، قد تَوَسَّدْتَ الزَّهَر
راكبَ البحرِ ، مواجٌ ما ترى ؟
أم كتاب الدهرِ أم صُحفُ القدر؟
قَلَمِ القُدرة ِ فيها ما سطِر
ههُنا تمشي الجواري مَرَحاً
واصرفْ إلينا جَزْرَها ومَدَّها
انظر الفلكَ : أمنها أثرٌ ؟
هكذا الدنيا إذا الموتُ حَضَر
فأَرسلتْ دُهاتَها ولُدَّها
ضاق عنك السعدُ ، أو ضاق العُمُر
لا تقولوا شاعر الوادي غَوَى
مَنْ يًغالطْ نفسهَ لا يعتبر
بَيِّنٌ فيها سبيلُ المعتْذِر
كجياد السَّبْقِ ، لن تُغنيها
أدواتُ السبقِ ما تغنى الفِطَر
ضربتها وهْي سرٌ في الدُّجى
ليس دونَ اللهِ تحت الليلِ سرّ