اللَّيثُ مَلْكُ القِفارِ - أحمد شوقي
اللَّيثُ مَلْكُ القِفارِ
وما تضمُّ الصًّحاري
سَعت إليه الرعايا
يوماً بكلِّ انكسار
قالت : تعيشُ وتبقى
يا داميَ الأَظفار
ماتَ الوزيرُ فمنْ ذا
يَسوسُ أَمرَ الضَّواري؟
قال : الحمارُوزيري
قضى بهذا اختياري
فاستضحكت ، ثم قال :
«ماذا رأَى في الحِمارِ؟»
وخلَّفتهُ ، وطارت
بمضحكِ الأخبار
حتى إذا الشَّهْرُ ولَّى
كليْلة ٍ أَو نَهار
لم يَشعُرِ اللَّيثُ إلا
ومُلكُهُ في دَمار
القردُ عندَ اليمين
والكلبُ عند اليسار
والقِطُّ بين يديه
يلهو بعظمة ِ فار !
فقال : من في جدودي
مثلي عديمُ الوقار ؟ !
أينَ اقتداري وبطشي
وهَيْبتي واعتباري؟!
فجاءَهُ القردُ سرّاً
وقال بعدَ اعتذار:
يا عاليَ الجاه فينا
كن عاليَ الأنظار
رأَيُ الرعِيَّة ِ فيكم
من رأيكم في الحمار!