مرَّ الغرابُ بشاة ٍ - أحمد شوقي

مرَّ الغرابُ بشاة ٍ
قد غابَ عنها الفطيمُ

تقولُ والدمعُ جار
والقلبُ منها كلِيم:

يا ليْت شِعْريَ يا کبنِي
وواحِدِي، هل تَدوم؟

وهل تكونُ بجَنْبي
عداً على ما أروم؟

فقال: يا أمَّ سعدٍ
هذا عذابُ أليم

فكَّرتِ في الغَدِ، والفِكـ
ـرُ مقعدٌ ومقيم

لكلِّ يومٍ خُطُوبٌ
تكفي، وشُغلٌ عظيم

وبينما هُوَ يهذِي
أتى النَّعيُّ الذَّميم

يقول: خَلَّفْتُ سعْداً
والعظمُ منه هشيم

رأَى منَ الذِّئْبِ ما قد
رأَى أَبوه الكريم

فقال ذو البَيْنِ للأُ
م حين ولَّتْ تَهيم:

إن الحكيمَ نبيُّ
لسانه معصوم

ألم أقلْ لكِ توا
لكل يومٍ هُموم؟

قالت: صدقتَ، ولكِنْ
هذا الكلامُ قديم

فإن قَوْميَ قالوا:
وجْهُ الغُراب مَشوم