الغول - أيمن صادق

لا تضيئي النـــــــورَ .. كي لا تذدرينـــي
وأغلقي كــلَّ الشبابيـــــــــــك
كي لا تبصق الشمسُ خوائي
ولكي لا تفزعي منيّ ..
ومن قبحي المشينِ
فأنـــــا ..
قد شوَّهتْ وجهي انهزاماتٌ
وشـــــــــــــوَّهتُ انهزاماتي ..
بصمتي المستكيــن
لا تُضيئي النورَ .. حتــى لا أرانـي
أو أرى عُريي الذي ساومتُه بالسلم ِ
منزوفاً على أرصفـــة العهر المبينِ
...
لك منّي نشوة لــــــــن تبلغيـــــــها
فاغفري لي
إن أنا خيَّبتُ آمـــالَك في أمسيـــــةٍ
نرتشـــــــف الأحـــزانَ فيهــــــــــا
واغفري لي
إن أنـــــــا أخــــــذلتُ نهديـــــــكِ
فلم أطعمهما غيـرَ بكـــــــــــــائي
غيرَ ما خبَّأتُ عن موتٍ مهيـــــنِ
إنَّها بغــــــــــداد يا سيدتي
واقفـةٌ في أوَّل الصــــــفِّ
ومن قُدّامهـــــــا الغــــولَ ..
وحفناتٌ من الشِّعـــــر الرصينِ
إنَّها بغــــــــداد يا سيدتي ..
تسعل في أحضاننــا القهــــرَ
فنحشو جوفَها صبراً مريضاً
وأكاذيبَ بغيٍ
...
رَتَّقتنا بالأنين ..
فاغفري لي ..
إن أنا ..
أخذلتُ نهديك ..
ولم أطعمهما ..
غيرَ بكائـــي ..
غيرَ ما خبَّأتُ ..
من موتٍ مهينِ
إنها بغـــداد يا سيدتي
واقفةٌ في أوَّل الصفَّ
تُرى ..
مَنْ بعد بغداد
سنلقيه إلى الغول اللعينِ ؟ !!