النورس - أيمن صادق

البحرُ يا صاحبي نامتْ عرائسُــه
فلا غناءٌ ولا رقصٌ .. ولا فـــــرْحٌ

ولا ارتعاشٌ لكفِّ همسها ظمــأ
ولا عناق عيونٍ صمتُها .. بــَــــــوْحٌ

البحرُ مثلـى وحيدٌ فى مواجـعـه
وقد تعنكب فى أشـــــواقه تــــــرحُ

هذى العرائسُ إذ تغفو فمرغمةٌ
فليس من يستبيح العطرَ لو تصــــحو

وليس من تقطف النجماتِ قُبلتهُ
ويستريحُ على أحزانـه صبـــــــــــحُ

لقد رحلتَ فأرختْ ليلَ وحدتها
ونام فوق مواجيـد الأسى صــــــــدحُ

* * *

عشنا وأنت طليـقٌ في مواجـعنـا
يحدُّك القلقُ المحمــــومُ والجــــرحُ

تحطُّ فوق شطوط الخوف سنبلـةً
يغتالُ موسمَها الأمواجُ والملـــــــحُ

وتتقى حومَةَ الأقــدار مهرتُنــــا
يسابق العمرَ فى خطواتها جمــــحُ

فأن أصابك سهمٌ كنتَ ترهبــــه
فقــد توغل فى أحشــــائنا رمـــــحُ

* * *

إني هززتُ جذوعَ الصبر فانفرطتْ
حبّاتـــهُ حنظــــــلاً في قلبـه قيـــحُ

يا أيهــا الزمــــنُ الموبــوءُ معـذرة
فقد عصاني نفاقي واستحى المــدح

إنَّا نحـبُّ ومــا في الحــبّ معصيةٌ
غير الهزيمة لو عشَّاقه ضحـّــــوا

فقد قُتِلنا ليحيــا زيــفُ حـكمـتــهم
فما استرحنا .. وأحيا حبَّنا الذبـــحُ

ولن تكلَّ برغم اليأس خطوتـنــــا
ولن ننال سـوى ما ضمَّــه اللــوحُ

* * *

البحرُ يا صاحبي نامتْ عرائسُه
ونام فوق مواجيد الأسى صــــدحُ

فعدْ كما كنتَ جرحاً نَزْفُه قلــقٌ
يهون عن جرح سيفٍ غمده النزحُ

هي الحياةُ ..

وهذا الجرح لي قــدرٌ
خطت يد الله مأســــاتي ..

فمن يمحـــــــــو؟!