وضوء - أيمن صادق

هذا متـاعي فــوق مركبـتي
نــدمٌ يعــضُّ بنــانَ أحزانــي

وشراعيَ المفرود من نزقٍ
سقطتْ صــواريه لخســران ِ

وعلى جبيني نورسٌ تَعِــبٌ
والبـحر عـاتٍ دون شطـــآن ِ

بعثرتُ عمري فوق أرصفةٍ
نادمتُ فيهــا كــأسَ شيـطــان

وتركت حضنك حين أدفئني
فتوسّــد الأشـــواك جثمـانـي

غادرتُ ذاتي .. فالتوتْ سُبُلي
وطفقت أبحـث أيــن عنواني

في كــلِّ دربٍ كــان يلعننــي
موتٌ .. ويبصق وَحْلَ أكفاني

* * *

صهلتْ بجنبــي مُهـــرةٌ ولــوتْ
عنها لجامـاً كــــان سلطــاني

فتخــاذلــت كفـّـــي لرغبــتـــها
ومضتْ تعربد دون حسبــانِ

وتغوص في الأحوال جامحــة
ظمآنــــة تــروي بحرمــــان ِ

حتى سكرتُ وبعتُ ناصيــتي
ونحرتُ للشيطـــان ِ قربـاني

كفـــرتْ بـأغــلالٍ تطهـــرها
هل كـان قيــداً نَهيُ رحمـــن ِِ

إنِّي تركتُ سيـــاجَ رحمتـــه
فسجنتُ نفسي خلف خـذلاني

* * *

الحلق جفَّ .. وضلَّ أَنْهـرهُ
والخوف ألهب جــوفَ ظمــآن ِ

ووقفتُ أرجف خلف أسئلتي
فبــمـــا أجيبــكَ حيــن تلقـــاني

واليوم يطوي خطوتي نــدمٌ
وإليــكَ يســـعي قلـــبُ حيـــران ِ

يأتيك ينشد منــك مغفـــــرة
يا رب تسمــــو فـــوق عصيانـي

هذا متاعي صار يرهقنــي
هل تفتــــح الأبوابَ للعــــــانـــي

صدئتْ مواويلي على شفتي
وكبا الجمــوحُ .. وخفَّ ميــــزاني

فافردْ بهديك ربِّ أشرعتي

نِعْـــمَ السفين ..

وأنــــــــت رُبَّــــــانــــي