يا شاعر النفس كم أبكاك مصرعه - إبراهيم عبد القادر المازني

يا شاعر النفس كم أبكاك مصرعها
لقد بكيت على خرقاء مضياع

أسبلت آذي عينٍ ما تركت لها
دمعاً يراق على رزء وأوجاع

آذاك دهرك حتى لست تحفله
فما تبالي بأخماص وأشباع

واستطعمتك الليالي كل حاذقةٍ
فما رأت منك إلّا غير مجزاع

أنا شبيهان في شجوٍ وفي ظلع
وراء نجم من الأحلام لماع

كذبت نفسي كما كذبت بارقها
وكان بالرغم تصديقي لأطماعي

يسك صوت المنى سمعي وتومض لي
ثغرها عن بديع جد خداع

فأنثني غير مخدوع وكم فتنت
لي الأماني بإيماءٍ وتلماع

للَه صرخة وجدٍ أنت مرسلها ضاعت عليك بواد غير ممراعوما بهم صممٌ لكنهم جهلوا
معنى النداء فضلوا وجهة الداعي

إلّا تجبك نفوسٌ لا تعي أبداً
فقد أجابك قلب السامع الواعي

تدعوا المعاني فتأتي وهي طائعةٌ
إذا التوين على قدمٍ وجعجاع

يعنو لك اللفظ والمعنى كما امتثلت
هذي العوالم أمر الخالق الراعي