يا زهرة النحس والشقاء - إبراهيم عبد القادر المازني

يا زهرة النحس والشقاء
ووردة الكرب والهموم

تنفح أنفسك المنايا
وطي أندائك السموم

ترود من حولك الأفاعي
مطرورة الناب للنعيم

العيش رمسٌ وأنت دودٌ
يا فرحة الدود بالرميم

يصدأ منها النهار حتى
نخاله ليلنا البهيم

والليل من وقعها كفيف
فكيف ينجاب أو يريم

لا يخصب الظن حيث تنمو
فالنفس من شرها عقيم

تترك دون الحشا عراكا
كما التقت بالقنا الخصوم

فإن تكسرن في فؤاد
أودى الذي يضمر الحزيم

كأنما نثأر الليالي
من الصبا وهو لا يدوم

توقد دون الضلوع نارا
طعامها النفس والجسوم

يا بؤس للحب كيف تجنى
من جنة الحسن ذي الجحيم

يا بؤس للناس هل تغنوا
بالبغض لو يحمد الذميم

وليس في البغض ما يعني
وخطبه ليس بالجسيم