خيبة الإنسان القديم - بلند الحيدري

ولم يكن لجيل بلند ان يخطو من غربته الأولى ألا ليجد نفسه في
عربة جديدة وإن كانت هذه من حيث طبيعة أثرها الوجداني أكثر عمقا وأوسع مدى
- - -
صليت يا أختاه
صليت حتى صارت الذنوب في مجاهلي
صلاه
وصمت حتى جفت الشفاه
وقلت :
في الشفاه
في الخشب المعدّ للشتاء لي
اله
وإنني سحابة جادت بها يداه
وأنني حلم الرمال السمر بالمياه
وأني من يبسي أفجر الحياة
وكانت الحياة
تسمر الصليب في الجباه
وتصلب المسيح كل ساعة
تصلب هذا الميت كل لحظة
فينتشي من المي مداده
وفي عيوني اليابسات ترتمي سماه
حكاية عن تائه تخنقه خطاه
وكنت يا أختاه
أحمل يا أختاه
أحمل في أعماقي المتاه
صليّت
صمت
صرت في متاهتي اله
وصارت الذنوب في مجاهلي صلاه
وجفّت الشفاه
وها أنا أموت يا أختاه
كما يموت الرب في منفاه
ولست غير خطوة
غرستها
في الرمل
كي تحلم بالمياه
*