هيا اسقيانى ثلاثا واشربا قدحا - إبراهيم مرزوق

هيا اسقيانى ثلاثا واشربا قدحا
يا ساقيى فزيد اللهو قد قدحا

وأحيا دولة القصف التى دثرت
وخليا الزهد للوعاظ والنصحا

وبادر افرص اللذات واجتنبا
مب لامفي رشف كاسات الطلا ولحا

فقد خلعت عذارى غير معتذر
رحت أرفل في برد الصبا مرحا

وقلت للرشد مالى فيك من أرب
فارحل وقمت بثوب الغى متشحا

وبعت للنسك شيبى آجلا وجلا
وللتصابى شبابى عاجلا سمحا

وكل ميدان لهو جلت فيه وما
وتى به فرسى كلا ولا جمعا

أصبو لداعى التصابى غير ملتفت
يوما الى من نأى أوصد أورمحا

آليت لابت الاشار باثملا
نشوان مغتبقا منها ومصطحبا

فعا طياني وعين النجم شاهدة
شمسا يقصر عن أوصافها الفصحا

لو ان عاتبها قد ذاق لذتها
ماكان عاب لها كأسا ولا قدحا

فعاطيا صرفها أو مزج تغركما
كل مدام وفى سلب النهى صلحا

وبادرا لكؤس الراح وانشرحا
فدهرنا صدره من أنسنا انشرحا

ياساقيى وأوقات الصفا فرص
من يشرب العمر منها ساعة ربحا

وأحزم الخلق من ان فرصة عرضت
له تهتك فيها الجهد وافتضحا

وهذه ليلة جاد الزمان بها
وفي سماء الهنا طير المنى سنحا

كم ذا التوائى عن الراووق يشربها
صرفا من الدن حتى أنه طفحا

لا بد من صلبه والشرب من دمه
وسلبه الروح تنكيلا بما جرحا

في محفل وجيوش اللهوشا خصه
تهزو به وتراه بينها شجا

والعود يطلبه والدف يندبه
والناى يعتبه فيما اليه نجا

وللكمنج مع القانون معركة
لولا مداركة المثقالمااصطلحا

للكاس رقص وللابريق قهقهة
منها جرى الدمع من عينيه وانسفحا

والروض فيه ثغور الزهر باسمة
ونشره كلما هب الصبا نفحا

قد نظم الطل لما جاده سحرا
في جيد أغصانه من لؤلؤ سيجا

وسائل النهر لم ينهره حين جرى
ومد كفا اليه طالبا منحا

بل راح ينثر من أكمامه بدرا
له وثوبا موشاة بها اتشحا

وأقبلت دولة الأزهار خاضعة
للورد فأفتر منه الثغر وافتتحا

فقام نرجسها غيظا ولاحظه
شررا وفتح فيه العين واتقحا

ومذ رأى اصبع المنثور واقفة
لنصرة الورد غض الطرف وانتصحا

وأحمرّ من خجل خد الشقيق وقد
رأى الاقاح الى تقبيله طمحا

مامال يلثمه الا وعارضه
كف الصبا أو نهاه نرجس لمحا

وللغصون اضطراب حين حدثها
رواى الصبا من أحاديث لحا

فخالها الماء قد حنت فسلسلها
وكل طير عليها بالرقى صدحا

كم فيهم من خطيب ان صغيت له
يشفى الفؤاد بلحن للهوى شرحا

من الزمرذ قد صيغت منابرهم
بالدر قد رصعت سبحان من منحا

والروض والطير والألحان لم أرها
تروق طرفى أضن الدهر أو سمحا

في ساقى غنى عن كل منتزه
وفيهما لفؤادى كل مااقترحا

من قال غصن النقا و البان قد هما
رآهما عنه بالارداف قد رجحا

والغصن لولا الصبا ماماس منعطفا
ومن رأى فوق غصن البان شمس ضحى

تكلف البدر في تشبيهه بهما
والفرق كالصبح عندى ظاهر وضحا

صريع كأس الطلا يصحو وهل ذكروا
صريع أقداح أحداق الملاح صحا

فاقا المدامة في تأثير نشوتها
سحر الاحاديث ان جداو ان مزحا

نطق بديع ولفظ كله غرر
عقل الجليس يرى في ضمنه ملحا

فيا لها ليلة ماكان أطيبها
ما راعنى غير وجهالصبح أن كلحا

وكيف أخشى من الايمان في زللل
وعفو ربى الى الراجين منفسحا