أتدرى أين هم ضربوا الخياما - إبراهيم مرزوق

أتدرى أين هم ضربوا الخياما
وهل وفوا لمغرمهم ذماما

وهل رقوا لصب مستهام
أطال الشوق فيهم والهياما

وهل بعثوا رسائلهم اليه
كما بعث الدموع سجاما

وهل نظروا له من بعد بعد
وهل بوصالهم أبورا سقاما

ألا سر في الطريق عسى تلاقى
لآثار نقبلها التثاما

ولا تسأل عليهم أرض ريع
نرى أيامه كانت مناما

ولا تسأل طريقا فيه ساروا
فما يدرى ولا تسل البشاما

وان شئت اليقين على سراهم
لتعلم حيث هم تخذوا المقاما

فلا تسأل فديتك غير صب
أريق الجفن وسنانا غراما

أأسلو بعد ماقد عيل صبرى
وقد ملى الحشا منهم كلاما

لقد ضربوا خيامهم بقلبى
فصرت رقيق من ضرب الخياما

يقول العاذلون وقد رأوني
بحبل الودّ أزمعت اعتصاما

وما بقيت لنفسى في هواهم
سوى روح ولم أرم انصراما

تسلى فاتسلى فرض عين
وترك الفرض نعهده حراما

فقلت عهود حبهم رزان
بقلبى قبل أن أصل الفطاما

وعهد الحب من عهد ابن عون
وثيق ماترى فيه انفصاما

مليك حاز أوصاف المعالى
وصار لذروة العليا اماما

له بأس على الاعدا شديد
فان رجعوا عفا أولا أداما

تراه كأنه في يوم حرب
الى الاعدا صبا مستهاما

بفرسان على جرد أباحوا
لبيضهم دم الاعدا مداما

اذا شنو الاغارة جنح ليل
فأنجمه الرماح لمن تعامى

اذا نهلت رماحهم وعلت
يروا ثملا كأنهم ندامى

لهم يوم الاغارة عيد نحر
وكان لمن يعاديهم حماما

اذا صفت خيولهم لحرب
وقد راموا من الاعدا انتقاما

تخالهم سطورا في طروس
ترى الشكل الاسنة والحساما

فلا تبغى مديحا في أناس
بحسن البدء لاتجد الختاما

ولكنى مدحتهم وقصدى
تكون قصائدى فيهم دواما

فلا أشكو اليهم جور دهرى
ولا أبناءه الشح اللئاما

وكيف يسوغ أن أشكو زمانى
وانعام الخديوى لا يسامى

فجائزتى قبول بنات فكرى
وأن يسمى ثناك لها مقاما

تقبلها عروسا وهي بكر
تفوق الدهر حسنا وانتظاما

عروس قد حوت معنى بنور
يضئ الارض ان كانت ظلاما

حكتك محاسنا وكما وصف
وكيف وقد حكت بدرا تماما

اذا مارمت أن تحيى سعيدا
مدى الايام في غزوصون

وخفت من اغتيال الدهر يوما
وتلوين الزمان بكل لون

ولم ترمن يقوم بدفع خطب
عليك بساحة الملك بن عون