فضاء لكونشيرتو الضجيج - بهاء الدين رمضان

هم قادرونَ
على الضجيجِ
.. وهجر كل حناجر الشرفاء
لكن ..
ربما ..
ببساطة البلهاءِ
حين استنكروا أصواتهم
وتناثرت كل الشظايا حولهم
لم يكتفوا بضجيجهم
فاسترسلوا
ومضوا إلىّْ
………
………
………
ماذا عليَّ الآن .. ؟!
هل
أجتاز خيبتهم
كروح للشهيد
حكاية للمستباحِ
من الأمورِ
وأرسم الكورال
حنجرة
لمخمور يصارع قوة الجاموس
والأبقارِ
والأسرابِ
وامرأةٍ
تنام على سرير دافئ
في ليلة شتوية
.
أي الرعاة إذاً يثور
وقلما
يتخطف الطير
الجماجم والعظام
... وهكذا ،
فمن المؤكد أنهُ
لن يدرك المخمورُ
كيف سيطفئ المصباحُ
ضوءَ الشمس
حين يطارد الخفاشَ
صوب ضجيجهم
………
………
………
ماذا عليَّ الآنَ .. ؟!
وامرأة الحدائقِ
ترتدي
ـ من أجلهم ـ
هذا السوادَ
تعاقر الجثثَ
التي قد أحرقوا أعضاءها
وتبادلوا لحماً طرياً
……………………
……………………
……………………
ـ ربما وضعوا العظامَ
تميمةً
فوق الحوائطِ
.. والدماءَ
.
وربما خدعوا العناكبَ
ليقرؤوا آياتهم ـ
وتبادلوا لحماً طرياً
والقطا ..
………
…….…
.………
ماذا عليَّ الآنَ .. ؟!
والرَّدْهَاتُ مظلمةٌ
وتملؤها الرياحُ
فحيح أنثى
خارج الدوران ،
أو في داخل الأعضاءِ،
والشهواتِ
.
والردهاتُ
مظلمةٌ
وتثقلها مظاهرة لطلاب
تلصص بعضهم
لمجرد الفوضى
فهل هم قادرون على الضجيج
ورقصة الزنجيِّ
حول النارِ
أم ..
ستظل أوردة الحقائبِ
تنزف المستقبلينَ
ـ بدون رغبتها ـ
لكونشيرتو الضجيج .