انهزام - بهاء الدين رمضان

سأعود إلى جسدي هذي الليلة
أُرْكِسَهُ فارغاً
من كل الطلقات
الكلمات
المألوف
.. رويداً
وأجهز صلصالاً
من حمإ مسنون
مدهشاً كالعادة
لم يبلغ سن الطحلب
.
أتحسس أركان الحجرة
لا لونٌ
لا سجادٌ
لا حوائطُ
لا سقفٌ مرفوعٌ
لا بيتٌ
لا ذاكرةٌ
لا حزنٌ
.. أو فرحْ
والماء النابت
من بين أصابع طفلٍ
يبحث عن وطن أخضر
أو حلم شفاف
أو قطرة فجر
.
يبحث عن عري البحر
وعن موسيقا الموجِ الدوارِ
وعن لغة الحكماء
يتسلل بين اللازمن
على نقش زجاج بارد
سامر على الماء الطين
وأقترح : حواصل طير
للشهداء
وللشطار
وللشحاذين البلغاء
لمحطة باص فارغةٍ
سأمر
على الماء / الطين
وأقترح خلوداً
خبزاً
شجراً
وطناً
ألما آخر للفقراء
تاريخاً يبدأ من نقطة في الخريطة
لم ترسم بعد
.
سأمر
على الماء / الطين
وأدخل جغرافيا الألوان
تفاصيل غوايتها
أبتكر اللذة في " الفردوس المفقود "
فينهمر البلور
وأشلاء " الجرنيكا " / من سقف اللوحة