قلق - بهاء الدين رمضان

وَحِينَ تَلُمُّ خُيُوطَ الشَّمْسِ
يَحْتَشِدُ الطَّيْرُ لا يَسْتَقِرُّ
وَيَرْتَعِشُ العُشْبُ لا يَسْتَقِرُّ
تَطِيرُ الفَرَاشَاتُ لِلنَّارِ
تَسْقُطُ
وَالكَوْنُ لا يَسْتَقِرُّ
وَيَأْتَلِفُ النَّهْرُ وَالنَّجْمُ
يَمْنَحُهَا وَرْدَةً
لَمْ تُلَوَّثْ بِمَاءِ الخَلِيجِ
فَتَضْحَكُ ..
يَنْخَلِعُ القَلْبُ لا يَسْتَقِرُّ
وَكُلُّ الّذِي مَرَّ جَنْبَ المُعَسْكَرِ
يَلْسَعهُ جَمْرَهَا
أَيُّ صُبْحٍ وَنَارٍ
عَلى جَسَدٍ دَافِئٍ
قِطَّةٍ وَدُخَان
فَضَاءٌ يَثُورُ ولا يَسْتَقِرُّ
فَأُقْسِمُ أَنَّ لِـ " جَانِيتْ "
ـ كَكُلِّ النِّسَاءِ ـ
قَرَاصِنَةً وَبِحَارا
وَبُرْكَانَ يَهْمِي ولا يَسْتَقِرُّ
أُخَبِّئُ فِتْنَتِهَا فِي القَصِيدَةِ
حِيناً
وَحِيناً
عَلَى كَوْكَبٍ مِنْ غُبَارٍ كَثِيفٍ
فَأَدْنُو
وَأَصْبُو
غِيَابٌ
وَمَوْتُ
حُضُورٌ
وَنَصْلُ
شَرَارٌ
وَوَصْلُ
وَكَوْنٌ يَهِيمُ ولا يَسْتَقِرُّ
وَأُقْسِمُ :
أَنِّي أُرَتِّلُ
فِي الغَامِضِ الهَمَجِيِّ
وَفَوْضَى المَسَاءِ المُرَاوِغِ
خَلْفَ الصَّدَى
رَيْثَمَا يَعْرِفُ السِّحْرُ طَعْمَ النَّجَاةِ
بِمِخْلَبِ قِطَّتِهَا
رَيْثَمَا تَعْرِفُ الكَائِنَاتُ ..
نِسَاءً
تُثِيرُ الحَيَاةَ فلا تَسْتَقِرُّ