المفترق - جمال مرسي

كلانا يسير على مُفترقْ
فإما النجاةُ وإما الغرقْ

وليس أماميَ حلٌ بديلٌ
لقلبٍ هوى ، فاستُهيم ، فَرَق

فأدمن عشقَ الليالي الطوالِ
يقاسمُ نجماتِهنَّ الأرقْ

ويسهر ليس ككلِّ السهارى
مع البدرِ فرداً بداجي الغسق

يناجيهُ يا بدرُ أرفقْ بخِلٍّ
إذا غبتَ عنهُ ذوى فاحترق

ويعشق كالصادحاتِ الصباحَ
بروضةِ فُلٍّ كساه الألق

وتسكرهُ همسةُ العاشقينَ
وبوحُ الحبيب، وسحر العبق

ويطربهُ صوتُ نايٍ حزينٍ
وشدوُ الطيورِ، وسحرُ الشفق

وأصبح كلُّ الوجودِ جميلاً
لديهِ كبدرِ الظلامِ اتَّسق

فمهلاً أيا زهرةََ الروحِ ، إني
أرانا نسير إلى المفترق

رويدكِ ما عاد في العمرِ إلا
خريفُ الفصولِ، وبعض الرمق

وما عاد إلا الودادُ القديمُ
فلا تقتليهِ بهذا النزق

فما كنتِ لي محضَ أكذوبةٍ
ولا قصةً صُغتُها في الورق

ولكن كيانٌ وصرحٌ منيفٌ
بنيناهُ يا غادتي بالعرَق

ولستِ ككل النساءِ اللواتي
عرفتُ، فأنتِ الأحنُّ الأَرََق

فعيناكِ بحرانِ من روعةٍ
وخدّاكِ وردُ الرياضِ ائتلق

..وثغرُكِ لو تبسُمينَ انبلاجُ ال
صباحِِ ، وشمس الضحى إن نطق

فسبحان من صاغ هذا الجمالَ
فكنتِ الفريدةَ فيمن خلق

أحبكِ حُبّاً يفوق انبهاري
سرى في دمي ، فارتوى ،فانطلق

فجاءكِ يحملُ شوقَ الحبيبِ
وعطرَ الهوى في فؤادٍ صَدَق

وإني أُحبكِ ليس كمثلي
فقد عزَّ مِثلٌ لحبي وشق

فكوني علي العهدِ يا غادتي
وعودي ، فإن الرجوعَ أحق