الخفافيش - جمال مرسي

الخفافِيشُ سِرباً
فسِرباً تُحاوِلُ أَن تُطفِئَ النُّورَ
في مُدُنِ الحُلمِ
ثُمَّ تَطِيرُ إلى البَدرِ
تبسُطُ أَجنِحةً من ضبابٍ
لكي تحجُبَ النُّورَ عن قريةِ العِطرِ
تلكَ الَّتِي ساكِنُوها مِن الفُلِّ
و النَّرجِسِ الجَبَليِّ
و أَسواقُها الوَردُ
و الحُبُّ في كُلِّ أَركانِها سلسلاً يَجرِي .
الخفافِيشُ غاضبةً يمَّمت وجهَها للهُروبِ
و أوَّل إِطلالةٍ من سنا الفجرِ
***
قالَ لِي صَاحِبِي :
لا تَخَف
هكذا يزرعونَ الظَّلامَ حُقولاً
و يبتدِرُونَ بُذورَ الدُّجى
ثُمَّ يسقُونها مِن جحِيمِ لظىً قد تفجَّرَ في مُهَجٍ
شَرِبت غِلظةً
فإذا ما نَمَت نبتةُ الحقدِ قاموا لكي يشربوا
نخبَ قتلِ النَّهارِ و شنقِ البَنَفسَجْ .
***
هذهِ مَركبِي
في بحارٍ تلاطَمُ أَمواجُهَا سَبَحَت .
و على شاطئِ الغرباءِ
رَسَتْ .
تِلكَ أَقنعةٌ لستُ أَعرِفُ أَصحابَها
ذِي وُجُوهٌ مُشوَّهةٌ
ذِي طُيورٌ تَشِذُّ عنِ السِّربِ
طارَت
و ما عُدتُ أَسمعُ شَدواً لها
عِفتُها
عِفتُ هذِي المرافِئَ و الأَوجُهَ الكاذِبهْ .
و غداً ..
أَمتَطِي صَهوةَ الموجةِ اللاعِبهْ .
و غداً ..
تحضُرونَ معي الحفلةَ الصَّاخِبهْ .