انتفاضة الأقصى - جمال مرسي

الله أكبر يا سيلاً من الغضبِ
يا قاصفاً من رياح النار و اللهب

الله أكبر يا أبطال أمتنا
في ساحة القدس في يافا و في النقبِ

الله أكبر كم دكت حجارتكم
حصناً لباغٍ و أطماعاً لمغتصبِ

كم ثار بركانكم يُلقي قذائفهُ
في وجه أعدائكم كالنار في الحطبِ

لم يُثنِ همتكم بطشٌ و قنبلةٌ
ألقت بها عبثاً كفٌّ من الرَّهَبِ

شُلَّتْ ، فما فرَّقت في القتل رميتها
مابين طفلٍ بكى من خوفِهِ و إبِ

الله أكبر يا أطفال أمتنا
انتم رجالٌ من الياقوت و الذهبِ

لو كنت بينكمو ، كنت افتديتكمو
بالروح و القلب لا بالشعر و الخُطَبِ

يا من بذلتم لأجل القدس أنفسكم
أرواحنا معكم في القدس لم تغبِ

أرواحنا معكم،باحت بها علناً
دقات أفئدةٍ في الشارع العربي

الله أكبر يا طفلا حجارتُهُ
كانت إلى قلبهِ أحلى من اللُّعَبِ

اضربْ فأعداء دين الله في فزعٍ
رغم العتادِ من البارود و اليَلَبِ

اضرب فإن يد الرحمن بطشتها
أشدُّ بطشاً من الأرماح و القُضُبِ

اضرب و صوِّب نبال الصخر في شممٍ
نحو العدوِّ عديمِ الأصلِ و النسبِ

نُبْ عن الوف الملايين التي احترقت
أكبادها لوعةً من شدة النُّوَبِ

خمسون عاماً و ساح القدسِ في خطرٍ
قد دنَّستها جيوش الديْرِ و الصُّلُبِ

خمسون عاماً و أقصانا منابرهُ
تدعوا أيا إخوةً في الدين و العصبِ

هُبُّوا لنجدتنا ، ثوروا لثورتنا
أعطوا حجارتنا دعماً من الشُّهُبِ

شارون دنَّسنا ، أدمى مشاعرنا
باراك أمطرنا بالحرْبِ و الحَرَبِ

كم من شهيدٍ روى بالحُبِّ من دمِهِ
مسرى النبيِّ عظيم القدر و الحسبِ

كم من عزيزٍ أبى طعناً بعزَّتِهِ
فاهتاج منتفضاً كالليث في الغضبِ

يا أمة الخير في الأقصى ، رسالتكم
قد زيَّنت طُرَّةَ الأنباءِ و الكتبِ

قد طالعتها عيون الناس قاطبةً
في الشرق في الغرب ، في الوديان في الهِضَبِ

فاستبشري أمتي بالنصر في وطنٍ
صبَّ اليهود بهِ وبْلاً من الكُرَبِ

عمّا قريبٍ يعود الحقُّ منتصراً
مهما استطال زمان الزيف و الكذبِ