الناس صنفان - جمال مرسي
صِنفان في الدنيا عرفتُ و لم أزلْ
بالنَّاسِ ذاكَ العالمَ المأمولا
صِنْفٌ لهُ خُلُقٌ رفيعٌ في الورى
و تراهُ عند الحادثات أصيلا
لو جِئتَ تقصدهُ فَدَاكَ بروحِهِ
إنْ لمْ يجدْ غيرَ الدماءِ بديلا
يَهَبُ الحياة رخيصةً لصديقِهِ
و يَظُنُّ ما أعطاهُ كان قليلا
هو في المُلمَّاتِ الجسيمةِ صخرةٌ
و أراه إنْ جنَّ الدجى قنديلا
لا غروَ إن صاحبتَهُ، فتخذتَهُ
مَثَلاً و في الدربِ العسيرِ خليلا
إن الحياةَ مع الصديقِ جميلةٌ
و ألذُّ إنْ كان الصديقُ جميلا
و عَرَفْتُ صِنفاً مثل أقدم "جزمةٍ"
كنتُ اقتنيْتُ ، منافقاً و بخيلا
لو رُحتَ تطلبهُ تهرَّبَ و اختفى
و فِدا دَرَاهِمِهِ يموتُ قتيلا
لا عزةٌ في مِثلِهِ ، لا نخوةٌ
تَخِذَ الخداعَ إلى الوصولِ سبيلا
حتى الكرامةَ باعها ثم اشترى
ذُلاً ليحيا في الأنام ذليلا
احفظْ لوجهكَ ماءَهُ إنْ تَلْقَهُ
و ابعدْ فَدَيْتُكَ بُكرةً و أصيلا
فإذا دنوتَ فلا تَلُمْ إلا الذي
نصُْحِي عَلىَ أُذُنَيْهِ كانَ ثقيلا