مروة - جمال مرسي

" طفلتي التي فاقت سنها "

يـا مـروة الحسنـاء قولـي..
بـالـذي ســواكِ حُـلــوه

يـا بسمـةً رُسِمـت عـلـى
شفـة الأمـومـةِ والأبــوّهْ

يـا زهـرةً فـي روضـتـي
عبقـت فضائـاتـي بـقـوهْ

كيف استعـاد أبـوكِ بعـدَ..
الشـيـبِ أيــامَ الـفـتـوهْ

***

خمسٌ، وأشعـر يـا ابنـتـي
أن لــم أُكـحـل مقلـتـيّـا

كــلا ولــم أروِ الـظـمـا
مـن سلسـلٍ يجـري نـديّـا

فـي يـوم ضمّـكِ خافـقـي
وعزفـتِ لـي لحنـاً شجـيّـا

قـلـتُ اسكبـي"بـابـا"..ولا
تتوقفـي.. فــي مسمعـيّـا

***

وكبـرتِ وانطلـق اللسـانُ..
بعـذب صوتِـك يـا جميـلـهْ

كالبلبـل الصـدّاح حـيـنَ..
يجـوب أرجــاءَ الخميـلـهْ

فتوقـف الشيـب المـريـعُ ..
علـى أصابـعِـكِ النحيـلـهْ

وعجبتُ أن يُحيي الصغـارُ ..
لنـا الأمـانـي المستحيـلـهْ

***

وكـبـرتِ أكثـر يـا بُنـيّـهْ
فسألـتِ عـن حـال القضيـهْ

مــا لليـهـودِ يُـدمـرونَ..
ويقتـلـونَ بــلا رويّـــهْ

يبـنـونَ مــن أشـلائـنـا
أبـتــاهُ دُوراً عسـجـديّـهْ

وبنـو العروبـةِ صامتـونَ ..
يـشـاهـدونَ المسـرحـيّـهْ

****

لا تسألي يـاطفلتي
لا تنظري لي في غرابهْ

خمسين عاماً نسـأل الآبـاءَ ..
لا نــجــد الإجــابـــهْ

أخشى على قلـب الصغيـرةِ ..
أن تـداهـمـه الـكـآبــهْ

أخـشـى عـلـى قلـبـي إذا
راوغـتُ.. يـا بنتي..عذابـهْ