لا تغضبي - جمال مرسي

لا تَغضَبِي مِنِّي و لا تَتَعَجَّبِي
قَلبِي فِدَاؤُكِ يا ضياءَ الكَوكَبِ

قَلبِي الذي قَد فَاضَ حُبّاً ،فَارتَوَى
مِن فَيضِهِ نبعُ الهَوَى ، لم يَهرُبِ

هُوَ وَاحَةٌ لا يَستَظِلُّ بِفَيِّهَا
إلاكِ ، مُذ عَصَفَ الغرامُ بِمَركَبِي

لَكِنَّهُ وَطَنِي يُنَازِعُكِ الهَوَى
إِن غِبتُ عن عَينَيكُمَا أَتَعَذَّبِ

طَوراً أَرَاهُ بِمُقلَتَيكِ ، فَأَنتَمِي
لَهُما لأَنَّكِ ذَلكَ الوَطَنُ الأَبِي

فإذا بَكَت عَينَاكِ أَشعُرُ أَنَّهُ
يَبكِي عَلَيَّ بِدَمعِكِ المُعشَوشَبِ

و إذا تَبَسَّمَ فِي الضُّحى ثَغرُ النَّدَى
ضَحِكَت عيُونُ النِّيلِ حَتَّى المَغرِبِ

و شَدَا الفُرَاتُ و كُنتُ أَحسَبُهُ .. لِمَا
أَدمَى مَدَامِعَ قَلبِهِ .. لَم يَطرَبِ

لا تَغضَبِي إِن غِبتُ عَنكِ ، فَإِنَّنِي
بِكُمَا شُغِلتُ و عَنكُمَا لم أَنكُبِ

عَينَاكِ و الوَطَنُ الكَبِيرُ مَنَابعٌ
لِلنُّورِ و الخيرِ الذي لَم يَنضُبِ

و حكايةٌ للطُّهرِ ضَمَّت خَافِقِي
لَكِنَّني لِلآنَ لَمَّا أَكتُبِ