وداعاً أيها الحُبُّ الجميل - جمال مرسي

سَأَحْرِقُ كُلَّ أَشْعارِي
لأنَّكِ كنتِ مُلهِمْتي

وَ أَهْرُبُ مِنْ لَظَى حُبٍّ
يُكبِّلُني مُعَذِّبّتي

فَقَدْ مَاتَتْ حِكَاياتِي
و أشعاري على شَفَتي

وَ لمْ تأبهْ بأناتي
عروسُ البحرِ ، سَوْسَنَتِي

***

سأهرُبُ مِنْ صَدَى اْلذِّكْرى
و من حُلمٍ يُراودُني

و من طيفٍ يمُرُّ أمامَ ..
عَيْني خِلْتُهُ وَطَنِي

فَكانَ القيْدَ في عُنُقِي
و كانَ النصْلَ في بَدَني

سأهرُبُ من كُليْماتٍ
نَقَشْنَا فِي مُذَكرَتي

***

سلامٌ يا شذا عُمْري
سلامٌ يا اْبنَةَ الفَجْرِ

إلى النسيانِ أشرعتي
سَتَأْخُذُنِي إلى البَحْرِ

سَأُغْرِقُ فيهِ أحلامي
و قِصَّةَ حُبِّيَ العُذْرِي

و أرجعُ بَعْدَهُ ملِكاً
أُدَبِّرُ أَمْرَ مملكتي

***

سَلامٌ قَدْ غَدَا يَوْمِي
بدونِ أَمِيَرتِي أَحْلَى

و عَادَتْ بَعْدَ مَنْفَاها
طُيورُ الوجدِ يا ليلى

تُغَرِّدُ فوق أغصاني
و في مَلَكُوِتَها الأعلى

و تسكبُ لَحْنَهَا اْلحانِي
بوجداني و أوردتي

***

دُمُوعُكِ لَمْ تَعُدْ تُجْدِي
و ليسَ لَهَا صَدَىً عِنْدِي

و أَنْتِ زَرَعْتِ مِنْ نَزَقٍ
بُذُورَ الشَّكِ في كَبَدِي

و كَمْ جَرَّعتِنِي أَمَداً
كؤوسَ الهجرِ و الصَّدِّ

فَذُوقِي بعضَ حِرْمانيِ
و عِيشِي مُرَّ تَجْرِبَتِي

***

لَقَدْ أصْبَحتِ ليْ أَمْسَا
و ذِكْرى تبعثُ اليَأْسَا

و كُنْتِ لِمَرْكِبِي بَحْراً
و كُنْتِ الشَّطَّ و المَرْسَى

أَلوذُ كَطائِرٍ تَعِبٍ
أُخَبِّئُ عِنْدَكِ الرأسَا

فَكَيفَ جَرُؤتِ يا أمَلِي
على إِغْرَاقِ أشرِعَتِي

***

عشقتُكِ لستُ أُنكرها
و ما أخفيتُها أَبَدا

و لَمْ أَجْحَدْ صَبَابَتَنَا
و غَيري ناكرٌ جَحَدا

عُيونُ النَّاسِ تَرْأَفُ بِيْ
و قلبُكِ شَقَّني قِدَدا

فيا لحنانِ من حَسَدوا
و ما أقَْسَاكِ سَيِّدَتِي

***

سأهربُ منكِ يا حُبِّي
و أدعو خاشعاً رَبِّي

عسى الرحمن يُلْهِمُني
ثباتَ العقلِ و القلبِ

فأطوي صفحةً كانتْ
من التزييفِ و الكِذْبِ

و أمشي هائماً وحدي
أُرَدِّدُ لحنَ أُغنيتي