زهرة اللوتس - جمال مرسي
مهداة للشاعر / محمد محمد الشهاوي
قلت و أنا أقف بجانبه مخاطباً سريره الذي يرقد عليه :
يا سريراً : عليه طودٌ ينامُ
كن حريراً ، عليكَ مِنِّي سلامُ
كن رقيقاً فإن فوقك بدراً
أمَّ جمعَ النجومِ ، فهْوَ إمامُ
تَوَّجَتهُ الرُّبا أميراً عليها
و اصطفتهُ القلوبُ و الأحلامُ
إنَّهُ النيلُ في الجوانحِ يجري
ترتوي من فيوضهِ الأقلامُ
سَهِرَت عينُهُ على الشِّعرِ فرداً
فرعاهُ ، و المُدَّعون نيامُ
و سقاه الشعورَ من فيض روحٍ
حلَّقتْ في فضائها الأنغامُ
فنما الشِّعرُ في الصدور فتيّاً
بعدما خارَ واستباهُ سَقامُ
يا سريراً أراكَ ترنو إليه
مُشفقاً تكتوي ، و لستَ تُلامُ
و هَمَى من عينِ الوسادةِ دمعٌ
حينما ضنَّت بالدموع أنامُ
لا تخف يا سريرُ ، فالله يرعا
هُ ، و قلبي لابن الكرامِ مُقامُ
"زهرةُ اللوتسِ" الأصيلةُ تأبى
هجرةً ، أو ذُلاً ، و ليست تُضامُ
"قلتُ للشعرِ " هل عرفتَ أميراً
خيله الريحُ ،و اليراعُ حسامُ
و القوافي جنودهُ ، و المعاني
بينها و الأميرِ عشقٌ ، هُيامُ
ابن " عينِ الحياةِ " يحيى بقلبي
و أنا عاشقُ الضحى ، هل أُلامُ
بيننا يا مُستغربينَ غرامٌ
لا يضاهيه في القلوبِ غرامُ
فدعوني إلى " الشَّهاويِّ " أصغي
صوته العذبُ بلسمُ و سلامُ