ميثاق - جمال مرسي

تهفو لكِ النبضاتُ و الخَفَّاقُ
وتطيرُ من شوقٍ لكِ الأشواقُ

يا من مَلَكتِ القلبَ منذ أسرتِهِ
واستَسلَمَت لبهائِكِ الأحداقُ

اليومَ حينَ ذَكَرتُ عيدَكِ ، عادني
عيدٌ، وعاد لغربتي الإشراقُ

رَقَصَت شموعُكِ في الحنايا و انتشى
قَلَمُ الفؤادِ و غَنَّتِ الأوراقُ

و ترنَّمَت كُلُّ الحروفِ ، كأنها
قُبَلٌ بحضرةِ فرحتي و عناقُ

كلٌ ينافسُ للخلودِ قرينَهُ
كلٌ إلى نَيلِ الرضا سبَّاقُ

يا ياسمينَ العمرِ يا كُلَّ المُنى
يا " أم رامي " خافقي مشتاقُ

هل تعلمينَ و أنت نورٌ في دمي
أن الحياةَ بدونِكِ الإخفاقُ ؟

ليلُ اغترابي دونَ حِضنِكِ مُوحشٌ
نارٌ يُؤَجِّجُ نارَهَا الإحراقُ

و البيتُ مُذ عَبَثَ الغيابُ بساحِهِ
أضحى كمثلِ السجنِ ليس يُطاقُ

تشكو ليَ الغُرَفُ الكئيبةُ حالَها
و يكادُ يبكي الذكرياتِ رواقُ

و بَنَفسَجي ال يا طالما رفضَ الذبو
لَ أماتَهُ يوم الرحيلِ فراقُ

قد كنتِ نِيلاً أرتوي بمذاقِهِ
واليومَ صابُ الإنتظارِ مذاقُ

عودي إليَّ فأنتِ بلسمُ حاضري
و رضابُ ثغرِكِ في اللقا ترياقُ

اليومَ أُوقِدُ في غِيابِكِ شمعةً
ترنو إليَّ و ضوءُها الإشفاقُ

قد كنتُ أطفئها و أنت بجانبي
فيشعُّ نورُ جمالِكِ الرقراقُ

يلقي على عينيَّ بُردَةَ يوسفٍ
فتضيءُ من لألائهِ الآماق

و يضوعُ عطرُ الياسمينِ إذا ابتسم
تِ فتمَّحي الآلامُ و الإرهاقُ

و اليومَ أطفئها و أنتِ بعيدةٌ
عن ناظريَّ و بيننا آفاقُ

عامٌ مضى و الحبُّ يجمعُ بيننا
و يجيءُ عامٌ و الهوى دفَّاقُ

و أظلُّ أكتبُ في الدفاترِ جملةً
" بيني و بينكِ في الهوى ميثاقُ "