لم يندمل جرحنا بعد - جمال مرسي

( في رثاء المغفور له د. عبد العزيز الرنتيسي )

ما زِلتُ في كَمَدٍ من مَوْتِ ياسينِ
حتّى أتى خَبَرٌ أدمى شراييني

لم يبرأِ الجُرْحُ مُذ أدماهُ مُختَبِلٌ
حتّى ثوى غيرُهُ في القلبِ يُدميني

يا حسرةَ النفسِ كادَ الغيظُ يخنِقُها
و النارُ في خافقي أَجَّتْ لتكويني

بالأمسِ (ياسينُ)، ثُمَّ اليومَ أتْبَعَهُ
(عبد العزيزِ) شهيدُ الحقِّ و الدِّينِ

قُلْ للعلوجِ ، كفاكُمْ من مدامِعِنا
نسجَ اْنتصاراتِكُمْ أبناءَ صهيونِ

ما دمعةٌ سَقَطَتْ إلا لتحرِقَكُمْ
و في الصُّدوُرِ بنا غَلْيُ البراكينِ

لا لنْ يطولَ زمانُ العُهرِ يا فِئَةً
من أنجسِ الخلقِ يا نسلَ الشياطينِ

(عبدُ العزيزِ) أبِيٌّ نالَ بُغْيَتَهُ
و للجِنانِ مضى للخُرَّدِ العِينِ

تَزُفُّهُ الحُورُ ، و الأنظارُ ترمُقُهُ
و قد تَنَعَّمَ في روضاتِ نسرينِ

ما كان يُرهِبُهُ موتٌ يُلاحِقُهُ
و لا ثََنَى عزمَهُ تهديدُ مأفونِ

و لا تَرَاجَعَ و القُضبانُ تحْجبُهُ
عن قولةِ الحقِّ ضدَّ الغاصبِ الدُّونِ

يا ساكبَ الدَّمعِ ، كفكفْ دمعَ نائِحَةٍ
ما عاد ينفَعُنا دمعُ المساكينِ

ما عادَ يَنْفَعُنَا إِلاَّ اْنتِفاضَتُنَا
حتّى يَمُنُّ الذي يُعطي بتمكينِ

هذا يُذيقُهُمُ موْتاً بقنبلةٍ
و ذاكَ يَزْرَعُهُ في نصلِ سكِّينِ

و تلكَ تُنجِبُ أطفالاً ، مدافِعُهُم
حِجَارةٌ مِنْ لَهِيبِ اْلصَّخْرِ و الطِّين

ِ(شارونُ) أو (بوشُ) ما عُدْنا نَهَابُهُما
حتّى و إِنْ أطلقا جيشَ الثعابينِ

و من يُرِدْ عِبْرةً ، ففي(الفلوجةِ) ما
يبغاهُ أو في ثرى(يافا) و(جينينِ)

يا باحثاً عن سلامٍ كُلُّهُ كَذِبٌ
ما عادَ سجعُ حمامِ السلْمِ يشجيني

ما لليهودِ عُهُودٌ مُنذُ أَخْبَرَنا
نَبِيُّنا ، قائدُ الغُرِّ الميامينِ

و كَيْفَ نَأْمَنُ قوماً لا أمانَ لَهُمْ
أو نَرْتَضِي حِضْنَ مَنْ يسعى لِيُفْنيني

أَبْواقُهُمْ طَفِقَتْ كالبومِ ناعِقَةً
أنْ نحنُ أُمَّةُ إرهابٍ و تخوينِ

أهلاً بِإِرْهَابِنا إِنْ كانَ يُنْقِذُنا
مِنْ بينِ أنيابِ أَنْجاسٍ ملاعينِ

و كيفَ أنتُمْ إذنْ و البغيُ في دَمِكُمْ
يا عُصبةً غَدَرَتْ كُلَّ الأحايينِ

(عبدَ العزيزِ) هنيئاً طِيبَ منزِلِكُمْ
في دارِ عَدْنٍ بجَنْبَ الشَّيْخِِ (ياسينِ)

قد كنتَ في هذه الدنيا تلازِمُهُ
و شاءَ ربُّك جمعَ (الراءِ) ب(الشينِ)