لن تهداَ النار - جمال مرسي

" إلى من دنسوا كتاب ربي "

جُودا بدمعِكُما عَينيَّ و انتحِبا
فالخطبُ أبكى شموسَ الكونِ و الشُّهُبا

خطبٌ ألمَّ بنفسي و النهارُ ضحىً
فاهتاجَ خاطرها و اغتمَّ و اضطربا

يا ويحَ نفسيَ ، نيراني تُحرّقني
و الحزنُ يُشعلُ في أحشائيَ اللَّهَبا

ما كنتُ من صخرةٍ صمّاءَ يضربها
موجٌ فأرضخُ للموجِ الذي ضربا

لكنني مسلمٌ حرٌ تحرِّكني
إذا ادلهمّت خطوبٌ عزةٌ و إبا

كتابُ ربي و منهاجي و مدرستي
قد دَنَّسَتهُ يدُ الخنزيرِ ، وا عجبا

كلبٌ يُدنِّسُ آياتِ الكتابِ ، فما
مِن عالمٍ ساخطٍ أو حاكمٍ شَجَبا

هبّت شعوبُ بني الأفغانِ ثائرةً
تكادُ تلمس من زلزالها السُّحُبا

و نحنُ نأكلُ من أطباقِ حسرتنا
ذُلاً ، و نقتسمُ الويلاتِ و الكُرَبا

و ندَّعي أننا في أصلنا عَرَبٌ
بئس العروبةُ إن لم تُنطِقِ العَرَبا

ما طائلُ الفخرِ بالأنسابِ في زَمَنٍ
لا يعرفُ الفخرَ و الألقابَ و النَّسَبا

و ليسَ مِن لغةٍ غيرُ التي عَرَفَت
سامٌ ، تجذُّ يدَ المغرورِ و الذَّنَبا

و ليس يثأرُ للقرآنِ غيرُ يدٍ
ناريةٍ ، تُمسكُ القرآنَ و القُضُبا

لن تهدأَ النارُ إلا حين يُطفئها
موجٌ من الغضبِ الدفّاقِ منسكِبا

يا أمةَ الخيرِ ، و الإسلامُ منهجنا
حتّامَ نتْبعُ شيطاناً بنا لَعِبا

في كلِّ يومٍ لهُ حربٌ يؤجِّجها
أبناءُ مِلَّتِنَا كانوا لها حَطَبا

حتّامَ نرقبُ ميلادَ "الصَّلاحِ" ، و لم
نُعِدُّ أُمّاً لَهُ.. يا أُمَّتي .. و أَبَا

حتّى متى و شبابُ العُربِ أفسدَهُ
تلفاز" ناْنسي" و غنجٌ أتقنتهُ "رُبا"

و النائمونَ على فُحشٍ يؤرِقُهُمْ
صوتُ المؤذِّنِ أو إطلالة الخُطَبا

أَلَم يَئِن لجيوشٍ عُلِّبت زَمَناً
أن ترفضَ القيدَ و الإذعانَ و العُلَبا

ماذا تَبَقّى إذا ما دُنِّسَت سِوَرٌ
لو لامَسَت جبَلاً لاندكَّ منقلبا

و نحنُ مَزَّقَنَا صَمتٌ و أَحْرَقَنَا
خِزيٌ و أرَّقَنا مَجدٌ لنا ذهبا

نَلُوُكُ قَاتَ السكوتِ المُرِّ مِن زَمَنٍ
نشكو لغاصبنا الأحزانَ و الوصَبا

ماذا صَنَعنَا و جيشُ اليأسِ يَصلِبُنَا
على جذوعِ الأسى نَهباً لِمَن صَلبا

ماذا صَنَعنَا ، و إِحسَاسٌ بِعِزَّتِنا
يا ويحَ نفسيَ ، مِن أفعالِنا هربا

أليسَ مِن قائدٍ حُرٍ يَجُوزُ بنا
بيداءَ رهبتنا كي نلمسَ الشهبا

أُحسُّ في داخلي بالفجرِ يغمُرُنا
يا أُمَّتِي فاجعلي مِن خَطبِنَا سَبَبا

هيَّا إلى المجدِ و العلياءِ و انتفضي
و لترفُضِي الذلَّ و التزييفّ و الكَذِبَا

كفاكِ نَوماً ، فقد طالَ الرقادُ بنا
و اليوم آَنَ لنا أن نُعلنَ الغَضَبا