لا .. لن أحبك فاستريحي - جمال مرسي
لا لن أحبَّكِ ، فْاستريحي
يا نسمةَ الصبحِ الصبوحِ
يا غادتي الحسناء قد
مَنَّيْتِني ، فأذبتُ روحي
و فديتُكِ النفسَ التي
عاشت على الأملِ الذبيحِ
مَنْ أنتِ ، قولي بالذي..
سوَّاكِ أجمَلَهُنَّ ، بوحي ؟
هل أنتِ ضربٌ من خيالٍ..
مَرَّ كالفرسِ الجموحِ
أم أنتِ مِنْ بحرِ الهوى
حوريَّةٌ ، سكنت صروحي
إنِّي رأيتُكِ مثلَ أزهارِ
الرياضِ على السفوحِ
فدنوتُ أقطفُ زهرةً
منهنَّ فاْلتَأَمَتْ جروحي
و شممتُ عطرَكِ يا مُنايَ..
فبالذي سواه ، فوحي
من أنتِ حتّى تبعثي
ما ماتَ فيَّ ، و تستبيحي
اَلأِنَّ عينَكِ أومَأَتْ
بالحُبِّ من طرْفٍ مليحِ
و تَمَكَنَّتْ أهدابُكِ ال..
حسناءُ من قلْبٍ جريحِ
فَوَقَعْتُ في شَرَكِ الغرامِ..
مُضَرَّجاً بِدَمٍ سفوحِ
و تَرَنَّمَ الثغرُ الذي
غَنَّى كشاديَةٍ صدوحِ
و لطالما أسقيتِني
من شهدِهِ العذبِ الصريحِ
و فؤادُكِ الخَفَّاقُ أعلنَ..
خُطَّةَ الحُبِّ الطموحِ
فأحاطني بِشِباكِهِ
في رُقعةِ الكونِ الفسيحِ
يا حُلْمَ عُمْرٍ في الكرى
قد زارَ كالضيفِ المُريحِ
إنَّ الشبابَ و شَرْخَهُ
قد أصبحا بمهَبِّ ريحِ
و لقد لقيتُكِ بعدما
ضَنَّتْ يدُ الزمنِ الشحيحِ
أفأنتِ حقّاً جنَّتي
أم أنت نارٌ في سفُوحي ؟