رفيقة روحي - جمال مرسي

لستُ أنساكِ يا رفيقةَ رُوحي
لستُ أنسى من ضَمَّدَتْ لي جروحي

و سَمَت بي فوقَ الذُّرا ، فلمسنا
نجمةَ الليلِ في الفضاءِ الفسيحِ

أنتِ أغلى- لو تعلمينَ - على نفسي..
و أحلى من الصباحِ الصبوحِ

صوتُكِ العذبُ لحنُ صبحٍ نديٍّ
يتهادى مثلَ الكناري الصَّدُوحِ

ما البيانو ، و ما الكَمَنجةُ إمّا
أُطلِقَ الشَّدوُ من لسانٍ فصيحِ ؟

إِسقنيهِ مُدامةً من شفاهِ ال..
ياسمينِ الذي نما في صُرُوحي

فإذا ما غُيِّبْتُ عن هذه الدنْيا..
فنامي في خافقي و استريحي

و اقطفي ما شاءت يمينُكِ من أزْ
هارِ قلبي ، و من حدائقِ روحي

غيِّبيني بنظرةٍ و اسلبيني
كلَّ مُلكِي ، و عرشَ قلبي استبيحي

و أْسريني ، فإنما الأسرُ يحلو
مِن غَزالٍ حُلوِ الرُّواءِ مليحِ

كيف أنسى ، و قد مَنَحتِ وجودي
لذَّةَ العيشِ و استثرتِ طموحي

و جَوَادي لمَّا كبا ذاتَ يومٍ
كنتِ عَوناً لذا الجوادِ الجموحِ

و فؤادي لمَّا تَهَالَكَ نَزْفاً
كنتِ طِبّاً لذا الفؤادِ الجريحِ

كُنتِ نهراً في مَهمَهِ العمر يُطفي
نارَ وُدياني و اْحتراقَ سُفوحي

أي وَصفٍ سيعجزُ الوصفُ عنهُ
أي مدحٍ و أنتِ فوقَ المديحِ

يا ربيعي ، إن تعتبي فَلَكِ العُتْبى..
فهل يُرضيكِ جَناني و رُوحي ؟

كِلْمَةُ الحبِّ لو تَضِنِّينَ مُزنٌ
في لُمَى الوَردِ ، ماطرٌ إن تبوحي

فانطقيها و شَنِّفي السَّمْعَ منها
و أعيدي بها حياةَ الذبيحِ

غارقٌ في بحرِ العيونِ شراعي
فاتركيهِ ، لا تأبهي بجنوحي

رحلةُ العُمرِ من عُيونِكِ تَبْدا
قد مشيناها في المَسارِ الصَّحيحِ

زادُ أسفاري في طريقيَ قلبٌ
مِلؤهُ الشوقُ في الزمانِ الشَّحيحِ

فاقبليهِ مهراً لطهركِ ، عطراً
و املأي الدُّنيا من شَذاهُ ، و فُوحي