بغداد مرثيَّة النَّسْرِ الإلهيِّ - حسن شهاب الدين

-1-
رُبَّما ..
هذه الساعةَ تصحو
في مرايا النهرِ ..
بغداد العتيقه
ربما ..
تغتسلُ الآنَ بما
رشَّهُ الصبحُ
على أعضائِها
من حليبِ الغيمِ
أو ..
ما عتَّق الدمعُ
من الحُزن ..
على أسمائها
ربما ..
الآن على أبوابها
تقفُ الأزمانُ ..
في هيئتها
والسيوفُ
القُرشيَّاتُ
التي .. صعدَ النَّسرُ
على شَفْرتِها
حينما مدَّ جناحاً
من دمٍ
كَإِلهٍ …
مدَّ أُفْقاً من ..
حقيقه
-2-
تلكَ كانت ..
أوْغَلتْ بغدادُ في ..
أَلَقِ الحكمةِ
في ..
مَجْدِ النَّخيلْ
تبتدي من شَهْقةٍ
في كوكبٍ غامضٍ
يُخْلَقُ
من صوتٍ
جليلْ
ثمَّ ..
من هرولةٍ ممسوسةٍ
في اتجاهِ الغيمِ
شقَّتْ نَهْرَها
وارْتَمَتْ عاريةً ..
في ثوبهِ ..
فوق عُشبِ الشَّمْسِ ..
تُرْخي شَعْرَها
….
إنها بغدادُ ..
- في الأرض -
كما
مسَّها في البَدْءِ
إزميلُ الخليقه
-3-
يا سماءَ اللهِ ..
لا تنغلقي
ريثما..
تشرب بغدادُ معي
قهوة الصبح
كما اعتدنا
على مقعدٍ
بين الجهات ..
الأربعِ
( بينما ..
تندسُّ في أعشاشِها
_ في مدى بغداد -
طيرُ الكلماتْ
كان سِكِّينُ أزِيزٍ
باردٍ
يَنْحرُ الأفْقُ ..
ويأوي
الطائراتْ )
طائرات ..
طائرات ..
يا سماء الله ..
لا تنفتحي
إنَّ بغدادَ
لدي الله ..
طليقه
-4-
جُـثَّةٌ للوقتِ
تصحو في دمي
وحديثُ السيفِ ..
والنَّسْرِ/ الإلهْ
إنَّني ..
أخرجُ من تحتِ يدي
حيثُ ترميني
على الأرضِ .. خُطاه
إنني ..
أصعدُ في الضَّوْءِ
إلي أن أرى الأرضَ
خياماً … وفلاه
( كان في بُرْدتِه
النسرُ / الإلهُ ..
يمنحُ الكونَ وجوداً .. أوَّلا
كان ..
يستقرئُ غَيـْباً
ويرى ..
في عيونِ الموت
عُمرا .. أكملا )
وأنا ..
أبصرُه مِنْ شرفةِ الضوءِ ..
مقتولاً
سخيـًّا..
في بهاه
وأنا أنشدُه :
( كر بلا ..
لا زلتِ كْرباً .. وبلا
ما لقي عندكِ
آلُ المصطفى
والذي تلقاهُ بغدادُ غداً
حينما
يسقطُ
أهلوها ..
سُدى )
-5-
لم تَعُدْ بغدادُ
من نُزْهتِها ..
لم تَعُدْ تملأُ بَهْوَ الخارطه
بضعَ أحجارٍ
- تُسمَّى باسمها -
تركتها الطائراتُ ال … ساقطه
بينما النَّسْرُ الإلهيُّ
على ..
حجرِ الشمسِ
ابتدا إنشادَه :
( كربلا ..
لا زلتِ كرباً .. وبلا
ما الذي تلقاه بغداد .. غداً )