صهد مطلي بالطيب - حسين القباحي

النسوة لازلن يقطعن – على مضض – أيديهن
ومكتحلات بالوجع المرئي
يجئن إلى الفردوس
ولا يصغين لهرولة الأرواح إلى
أساقط عند امرأة ... واحدة
جمراً
.. ودخاناً
.. وضجيج
.. لم أسمع
ساعة أن رشقت نرجسة
في صدري.. لحن شكايتها
ترفع سبابتها
كي أدخل من فوهة الوقت
إلى أشياء تبعثرها للناس
فيحتشدون
ترقص واحدة
كانت – ذات مساء –
تصنع دائرة من رائحة الطين
وترمي بالدجل الباقين
... ينفطر الوجه المكسو
بحمرة خجل عذري
حين الخيط الأبيض
يمتقع قليلاً
.. تلك امرأة
كانت .. ذاكرة للنيل
وتفاحات للقلب الطفل
وبهرجة للعيد
توغل ماجنة في رئتي
تحاصر أضرحة الوطن / التيه
هل كانت تبحر في الأرض
.. أم الأرض افترشت راحتها
أم كان بكاء النهدين
يغلف قاربها / الوقت
ليرسو مكتئباً.. وحزين
ها وجه مشاء خلف تماسيح النيل
ومحترف بالرانين إليه
يتنبأ .. بحقول الحنطة والحناء
يجاوز مد البحر
إلى جزر يحتال
ليعرف معنى للخمر المتبرج
والثرثرة الغيبية في عيني عاشقة
ما عاد يبللها
.. صهد
.. مطلي
.. بالطيب
النسوة لا زلن يسرحن خيول الرغبة
يبدين تزينهن
مخترعاً أحجبة ومساءات للتوق
أجئ
سافرة.. ومحلاة بالنجم القطبي
وبالأرق الأكبر
تطلق – تلك المرأة –
أبخرة وتهاويم
وكهاناً يفترشون بساطتها
وعلى سرر متقابلة
- وخشوع يصهرنا -
نسرف في تقطيع الأعضاء
نحاذر
أن يسمع أحد قهقهة نطلقها
حين يصاحبنا
صمت مجنون .