عودة المسافر القديم - حسين القباحي

حيناً
- يا كوكبة السحر المورق في دنياي البكر-
يكون نشيد طلوعك
طعم الفجر
حروف البدء الأولى
لغة الخلق
لكل الفنون العشق
وكل دروب الشوق
وكل نعيم الدفء على أروقة الصفو
المفعم بالترحال
إلى عينيك الراسمتين حدود العالم
فوق شطوط الألم النهر
وحينا
يصبح كل الناس.. وجوهاً
أقرأ فيها
معنى الوجه المبحر في أوردتي
أظمأ أن ألثمها
حيث يكون وجودك
في الأهداب.. وفي الأحداق
وفي الألسنة الصدق
وفي التجعيد القاطن في الجبهات
يحدّث
عن إبحار الألم الساكن فينا
فوق جباه الخلق
وحيناً
أشعر أنك قد تأتين اللحظة
تنتشرين هواءً.. عطراً
أفتح بوابات القلب
وأجثو
ألثم ريح وصولك
أعلن في أسماع الكون
حلول الأمل الضيف
وأضرع
كي تمتد حدود النَفَس
لتحوي كل الريح القادم
ثم تضيق
لتأسر فيه نعيم وصولك
وحيناً
ترتفعين مع الأقلاك.... تدور
أنقب بين السدم
وبين مهاوي الشهب
وبين لهيب شموس الحيرة
ثم أعود... أدور
وأهوي
وأفزع حين أحط على كوكب الصمت
حقائق عرى الكون
وقصة بدء البدء .. وعود العود
وصمت النطق .. ونطق الصمت
ودوماً
تنغرسين بقلبي.. شوكة شوق
أفرح... حين تذيب الرئة اليسرى
ثم تعود .. تذيب اليمنى
تمزج بين دماي وبين النهر
وتصنع من أنسجة القلب ومن أوردة الخوف
سفائن عجزٍ
ثم يكون الشوق .. شراعاً
أبحر فيه
إلى عينيك الراسمتين حدود العالم
فوق شطوط الألم النهر