الرقص على سلم الذاكرة - حسين القباحي

كان الشعراء..
يلوون ذراع الشمس
يطهونه على ألواح السخف .. البهجة
تثاقل أعينهم
إذ يبكون رحيل المحبوبات
وفوت زمان الصبوة
تسقط – في أضلعهم –
.. قصص الحب الأولى
وكل حديث المأفونين
بداء السفر على أجنحة الشوق
وكنت..
أقاتل في مملكة الريح
أفسر للنساء الحلم
وأرصد
زحف الجند إلى آلهة الصمت
ذاع النبأ:
بأن حدود الكون .. تضيق
أن الشمس ستصبح مطرا
أن رءوسا .. تسقط
تنبت
فوق جزائر حزن الناس
شهيقاً
تنسج من ترحال اللغة
حروقاً
تشرق .. في مخمصة النور
........................
أرخيت جذوع الرغبة
في استنشاق البعث
وقمت .. أراود أجمل محظياتي
- كشفت عن ساقيها –
ثم تولت
حيث تناهى للأسماع
عراك الروح مع الأكفان
وثار الجدل
بشأن الشكل الأمثل لا استئناس الهمس
وفض بكارة خوف الخوف
وما يعنيه الشدو الأبكم
لن تتبين غير خيوطك
إن حاولت الخوض .. فخض
.. أوحاذر
حين الريح تبيعك .. طوى جناح البهجة
وامنح بعضاً منك.. إليك
قالت .. ( وهي تغادر وشم الروح الغائر
في آهات النبض)
............................
.. عدت أراها عند الحد الفاصل
بين الجرح وبين البرء
تهدهد طفل الغيب ... ليسكت
يمضى في الطرقات
فيهرول نحو الحضن الآثم
ثم ينام .. أنام.. أنام...
لأصحو حين يبين الخيط
.. أراه
وقد ناشدني
صيد السمك من الصحراء
وقام يفتش عن أسياف ذويه المنقرضين
ولم يعجبه الموج
فقايض عنه البحر ببعض التذكارات
ونام على جنبيه
فقمت أحملق فيه
أحاول مد النصل إلى أفئدة الموت
وأقضم بعض التفاحات
أناشد جيش الريح
يريح جنوني
يطلق في أعقابي بعضاً من ذاكرتي
ثم يمد الشوك
ويدعك في الجفنين ببعض الملح..
.. ناشدني المحتشدون أعود – على شفتي –
.. فعدت
ولكن .. هذي الأرض اقتسمت رئتي
والنساك تناسوا أن الحلم يبوء
فمالوا نحو العرش
.. وعاد الشعر يعربد
فيما بين البعد الآسر
والبركان الصمت..