أنا .. وهي .. وبنت الجن - حسين القباحي

واحدة .. من حوريات الجن .. تهاوت
وهي تمد ذراعيها نحو الأغصان المكشوفة
في رأسي وتمنت لو أني استرجعت
بدايات الأشياء
فراودت الشبق المرسوم
بعينها، أو خفت تجاوزها فمددت لها
كفاً تعرف أني أحسبها في الصدر المرصود
لواحدة أخرى – قالت: يا ويح
وقاحتك المخبوءة فيك تجلت .. أو تقدر
أن تستمرئ صهد الغفران لواحدة نزفتك
وتركت أشلاء دعابتك المنسية تقعي في وسواس
من طين براءتك البلهاء ودون حياء منتك
بتألية بقاياك وتهشيم الأسئلة الراكدة
وصب نبيذ الخيبة في كفيك
وتقديمك قرباناً في مائدة المسعورين لتسمو
في عين العشاق وتخلد في قائمة المقهورين
.. أسندت على كتفي رخاء نعومتها ورسمت
طقوساً من قهقهة بكماء وعلقت تعاويذ
وأسماء وخارطة وزعت عليها أمكنة
العبث البلوري وأمكنة الصلوات،
تحممت بريق ما حل ببدني إلا وركبت
الريح تداخلت وظل يسكن في الحبل السري
الموصول بإلفين غريمين وقابلة في صدف
البحر تفتش عن ورقة بردى مكتوب
في أولها أني متهم بالعشق وعند نهايتها
حرفان يعضان على لغتي،
همت فهممت، مالت فسئمت،
لذت بأسرار العينين
وكف كانت تسمح وجها – يوم تمازجنا –
كي يخلد صوف بكارته إن سخت، جلت
بواحات الطيب المخزون بذاكرتي فرأيت
كما لو كان البحران الأحمر والمتوسط
والشاطئ والأمطار ونحن نصافح بعضاً
ووجوه الناس وولولة الأشجار ونحن نبارحها
للقيظ وتذكرة المترو تستسلم للقلم ليكتب
بيتاً من شعر... رنة ضحكتها .. ودقائق
خمس زادت والصمت المطبق حين
تراودني للتيه فأدخل .. لا أخجل حين
أعريني وأنام لدى صخب النهدين طويلاً
.. كم كنت مجوسياً أسجد للنار.. تذكرت
.. ولا زلت..
أفيقي يا بنت الجن فمثلي موبوء
لا يقد أن يقتات سوى سغب
لا يركض إلا لسراب.. فاشتعلي..
أو كوني برداً وسلاماً.. لكن لا تبدي
عورتك الآن.. فإني مستتر
في تلك الواحدة الأخرى..