ما الذي تنتظِر - حمزة قناوي

الزَّمَانُ استَعَرْ
الأمانُ اختفى والأماني تَفِر ..
.. إلى سُدُمٍ تنتهي في جحيمِ الأسى
والمُنى تَحتَضِر
المَدى مُغلَقٌ
والبِحارُ تُزَمْجِرُ ثائرةَ الموجِ
والأرضُ جَمْر
ما الذي بَعدَ ذا تَنْتَظِر ؟
والربيعُ الذي بَرْعَمَت كل ورداته في الفؤاد
يُحاصِرُهُ بالمواتِ الأسى ..
.. في غيابِ المَطر
والنَّهَارُ المُرَفرِفُ في مُقلَتَيكَ خبا
تارِكاً حُلمَهُ لِظلامٍ أتى يستَعِر
لم يَعُد مِن رَجَا
إنَّ أَعذَبَ ما في انتِظارِكَ مُرْ !
الوجوهُ التي سكنت في شِغافِ حناياكَ يوماً ..
.. مضت بعدَما راوَغت حُلمَها
ورَمتهُ على أوَّل الليل غَائِبَةً
لم تَدعْ خَلفَهَا مِن أَثَر
تَرَكَتكَ وحيداً على دربِ أحلامِكَ المُختَفي في المدى
( كُلُّهُ حَسَكٌ غائِبٌ في حُفَر ! )
صِرتَ وحدَكَ في ذلك التيهِ
كُلُّ الدروب هنا تنتهي في سَقَر
ما الذي تنتظِر ؟
النهاياتُ تُطبِقُ من كُلِّ صوبٍ عليك
وأنتَ هُنا واقِفٌ لائِذٌ بالحّذَر
ليتكَ الآن تعرَفُ أنَّ الرُّكونَ إلى الخَوْفِ مِقصَلَةٌ
والشَّجاعةَ تُنجي
وأنَّ النَّهارَ الذي لم يبِن زَمَنَاً قد يَلَوحُ
.. إذا ما تَقَحَّمْتَ هذي الحوائِل
أسقطتها بين كَرٍّ وفّر !
فاقتَحِم كُلَّ هذا الجحيمَ الذي حاصرك
لا تَهَب
لا يُغيَّرَ خوفٌ قَدَر
لا تُطِل في العراء الوُقُوفَ
فهذا الزَّمَانُ يَمُر
ارفعَ القلبَ سيفاً بوجهِ الزمانِ الرديء
امتطي صَهَوَاتِ الجُنُونِ إلى ما تَبَقَّى من الحُلمِ
جازِف
لعلَّك تنتزِعُ المستحيلَ الذي ترتجي ..
.. من نيوب الخطر
كُلُّ ما حولكَ الآنَ يُلقي لقلبِكَ هذا السؤالَ الذي
تترقرقُ أصداؤهُ في أسىً مُنهَمِر
ما الذي تَنْتَظِرْ ؟
ما الذي تَنْتَظِرْ ؟