قد أنعمَ اللهُ على مصرَ ومنّ - رفاعة الطهطاوي

قد أنعمَ اللهُ على مصرَ ومنّ
بنعمةٍ تعدُّ من أسْنى المِننْ

وفق إسماعيل وهو المؤتمنْ
فمن يُسامى صادقَ الوعدِ فمنْ

كم ظهرتْ في عهده مفاخرْ
فاقتْ به الأوائلُ الأواخرْ

برُّ الندى كالنيل وهو زاخرْ
يجودُ فيضُه بإسعاد الوطن

في مصره كل المزايا حازها
والعدلُ في أيامه الغرِّ زها

وقد أجادَ للعلا إعزازها
وخَاطِبُ الحَسْنا يغالي في الثمنْ

أيامه جميعُها مواسمُ
نواسمُ الأنس بها بواسمُ

وكم له حول الحمى مراسمُ
تجري بعدله إلى أهدى سنن

في دولة الأمانِ والأماني
عزُّ الحمى لديه في ضمانِ

فالذهبُ الأكسيرُ كالجمانِ
عن جابرٍ يروى غِنى هذا الزمنْ

لا غروَ أن توالت الأفراحُ
وقد زها الأنسُ والانشراحُ

ودار في روح التهاني راحُ
وغردَ القمريُّ على أعلى فَننْ

عرسُ المشير ثالثِ الأنجالِ
في غاية التبجيلِ والجمالِ

وصف سَناه واسعُ المجالِ
يَكِلُّ عن بيانه أولو اللُّسنْ

فراحُه في أقفَنا كواكبُ
أنوارُها تزهو بها مواكبُ

وأنعمٌ من جوده سواكبُ
في السر درُّها وفي العلنْ

يتيه عجباً حَسنٌ بعُرسِه
كعجبهِ قدماً بعالى دَرْسِه

فليقتطفْ داني الجنى من غرسه
كما اجتنى من العلوم كلَّ فنْ

نسيمُ أنس عرسِه هبَّتْ رخا
ومن غَوالي طيبه شَممْنا الرخا

من حاسدِ عوَّذه من أرخا
بالحسنين عوذوا صفواً حسن