أنأملُ ما هذى الأنامل إنني - زكي مبارك

أنأملُ ما هذى الأنامل إنني
لأحسبها شعراً تفجّر من قلبي

لطائف صيغت من جمال وفتنة
فإن كنت قد أهوى فمن حبها حبى

رحلت إلى أسيوط أطلب صفحها
فما صفحت عنى ولا غفرت ذنبي

تغزلت فيها وهي تجهل ما اسمها
ولا تعرف المشبوب من لوعة الصب

مهاةٌ كأن الرب سجل رسمها
على الشرق في قلب القلوب أو الغرب

إذا ذكرتها الروح هامت جوانحى
وأوحت أضاليل الهيام إلى لبى

دعاني حسين أن أزور فزرتها
بقلب جريح القلب يسكن في قربى

إذا قال فكرى قال والقول قوله
فتى أريحيّ الروح كالمنهل العذب

إذا زرت في أسيوط روحا أعزُّهُ
فذاك هو الروح المعزّز في قلبي