تحية الحياة - سيد قطب

شفتاي تختلجان للتقبيل ؟
في كل مطّلَـع لديك جميل

ظمأ الشفاه طبيعة ألهمنها
منذ ارتوين بثغرك المعسول

ظمأ تؤججه القلوب خوافقاً
تنزو بعارم لهفة وغليل

من يوم ما التقت الشفاه فحدثت
عن حبنا بسواحل الترتيل!

أ فتذكرين وقد ضممتك والهوى
يغري ويوقظ خاطر التقبيل؟

والكون يمسك خفقة متنظّرا
قبلاتنا في لهفة وذهول !

هو عاشق القبلات إن رنينها
لحن ينبه فيه كل خمول

وهي الحياة إذا تحيّي قبلة
رمزا على الترحيب والتأهيل

أ فلا نرد على الحياة تحية
ما عقّها في الكون أي بخيل ؟

أفلا نرجّع غنوة التقبيل!
وتحية الدنيا لخير نزيلِ ؟

*

1934