أحبك - سيد قطب
أحبك كالآمال إذ انت مثلها
يذكّين في نفسي أعز مواهبي !
وما هي إلا نظرة شاعرية
تعبر عمّـا شئته من رغائب !
فتسري إلى نفسي مضاء وجرأة
ووثبة حسّاس وعزمة راغبِ
ورَوحا ذكي النفح يسري كأنه
نشيد ملاك هائم متقارب
يعيد إلى المكدود راحة نفسـه
ويبعثه خلقا جديد المطالبِ
**
أحبك من قلبي الذي أنت ملؤهُ
ومن كل إحساس بنفسي ذائبِ
فؤادي الذي فتّحت فيه مشاعراً
من الحب والإحساس شتى المذاهب !
سموت به حتى تكشّف دونهُ
عوالم أخرى تائهات الجوانب
عوالم لا تبدو لقلب منقّبٍ
بلا ذلك القلب الرفيق المصـاحبِ
بها كل لذات الحياة ودونها
لذائذ أخرى كاذبات العواقبِ !
**
أحبك إذ ترجين مني رعاية
وتهوين ساعات الحياة بجانبي
هنالك تسمو بالحياة فترتقي
إلى كنف بين السموات ضارب
هنالك نحيا والأمانيّ حولنا
تغرد ألحان المنى والرغائبِ !
,
يوليو 1930