توارد خواطر - سيد قطب
خطر ببال الشاعر اسم معين ، ثم نظر فجأة ، فإذا بصاحبة هذا الاسم تنظر إليه وتحييه !
*
إفأنتِ ذي ؟ أم ذاك طيف منام ؟
إني أراك كطائف الأحلام !
لما خطرتِ وقد سموتِ بخاطري
ألفيت شخصك كالملاك أمامي
فدهشت أو فارتعت أو فتضرمت
خفقات قلبي المنتشي البسّام
عجباً ! أكنت هنا فأومض خاطري
بك ؟ أم سريت على جناح غرامي
إني لأؤمن بالغرام وأنه
يقوى على متعذر الأوهـام !
**
ماذا صنعتِ بعالمي وخواطري
لما لقيتك كالخيال السامي ؟
أفأنت ساحرة تصوغ من الدجى
نوراً ، وتبعث في الحياة حطامي ؟
وتحيل صمّ القافرات نوابضاً
بالزهر والآمال والأوهـام ؟!
وتجمّل الدنيا وتخلق عالماً
للخلد فيه مدارج ومسـام ؟
**
يا للقاء ! فكيف قد حجّبته
عن نفس منهوم العواطف ظام ؟
هو هذه الدنيا ، وعالم سحرها ؟
هو ذلك النبع الجميل الطـامي ؟
حجبتهِ عنّي ، فأسفرَ بغتة
بيد تجيء بمعجز الأيـام !
الحب ، يا للحب يرتجل المنى
من غير تدبير وغير نظام
إني وثقت به وما هو باخل
بك يا سعاد بيقظتي ومنامي !
*
1933