أَينَ الطَريقُ لأَبوابِ الفُتوحاتِ - عائشة التيمورية

أَينَ الطَريقُ لأَبوابِ الفُتوحاتِ
أَينَ السَبيلُ اِلى نَيل العِنايات

أَينَ الدَليل الَّذي أَرجو الرَشاد بِهِ
اِلى سُبُل المَعالي وَالهِدايات

أَينَ السُلوكُ الَّذي أَسرار لمحته
مِصباح نور لمشكاة المُناجاة

أَينَ الخُلوص الَّذي آثاره سَبَقَت
يَوم الرَحيل اِلى دارِ السَعادات

كَيفَ الخَلاصُ وَأَجداثَ الشَقا وَطني
وَقد رَمتني بِها أَيدي الشَقاوات

كَيف المَسيرُ اِلى أَرض المُنى وَأَنا
بِطاعَة النَفسِ في قَيد الضَلالات

كَيف العُدول بِقَصد السبل عَن عوج
أَفضى بِسَعي اِلى دار النَدامات

كَيفَ الرَحيلُ بِلا زاد وَراحِلَة
تَحتَ سيري لاِرض الاِستِقامات

وَلي حَقائِب بِالاِوزارِ مُثقَلَة
وَعيس كَدحى كَلَت عَن مُراداتي

فَيا أَولى الحَزم حلوا عقد مُشكِلَتي
وَكَيفَ اِبلَغ أَقطار السَلامات

عَتبت نَفسي عَلى ما ضاعَ مِن عُمري
في مُلهِيات وَغَفلات وَزلات

فَخالَفَت مَقصَدي جَهلا وَما اِتعظت
وَلَمحة العُمر وَلت في الخَسارات

فَلَو بَكت مُقلَتي لِلحَشر ما غَلت
ذُنوبُ يَوم تُقضى في الجَهالات

وَلَو تَبدد قَلبي حَسرَة وَأَسى
عَلى الَّذي مَرَّ مِن تَفريط أَوقاتي

لَم يَجد لي غَير دق الكف مِن نَدم
عَلى عَظيمِ أِساآتي وَغَفلاتي

اِن طالَ خَوفي فَقَد اِحيا الرَجا اِملي
في غافِرِ الذَنبِ خَلاق السَموات

فازَ المَخفون وَاِستَن الثُقاة اِلى
دارِ السَلامِ وَفِردَوس الكَرامات

وَكانَ شُغلي خُضوعي زِلتي اِسفى
وَوَضع خدي عَلى اِرض المَذَلّات

وَطوع اِمارَتي بِالسوء قَيدني
عَنِ الوُصولِ لِغاياتِ الكَمالات

فَلَم يَسَعني بِاِثقال الذُنوب سِوى
ساحاتِ غُفران عَلام الخفيات