زوال - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)
حقًا قليلُ الحظِّ أنتَ
فلم يزل ترحالُ شوقِك مُستريحًا للأملْ
وهواكَ في الحِيطان مُنكسِرُ الظلال
نداؤه الأزليُّ : ليلٌ لا يُقالُ
بلا الضياء المُحْتمَلْ
فلتنتظرْ شجرًا يضمُّ الريحَ في أوتاره
ويُهدهدُ القمرَ الصَبُوح
بكلِّ بحرٍ تاه في أسراره
وإلى الحقيقةِ ما وصَلْ !
آهٍ , تئِنُّ
فمَن يسوقُ للوعةٍ وطنا
تُفرِّقهُ المواسمُ في الزمنْ ؟
ويُعيدُ مَن مطرًا أصاب الطميُ سكرَتهُ
فثار على الفضاء وما سكنْ ؟
ويُحيطُ مَن بنقائِك المكبوتِ
ما بين التفجُّعِ والسُكوت
إلى الترسُّب والتحجُّر بين تأكيدٍ وظَنْ ؟
لم ترجع الأيامُ منذُ مضتْ
وأنتَ تُغالِبُ الآلامَ كي تبقى كما أنتَ
استدار الوقتُ
فالشمسُ التي ...........................
بدموعِنا انطفأتْ
وحطَّ الغيمُ في الصحراء
رُوحُ دمائهِ بيَدِ البُكاء تمزَّقتْ
والذكرياتُ تصيحُ : أين الروحُ في صخرٍ من الجبل انفلتْ ؟
وتفرُّ
يشربُ موعدي سفرٌ إلى سفرٍ إلى وترٍ صمتْ
غنّيتُ
ساعدَني نسيمُ الفجر
كي تُلقِي عروسُ البحر حُلَّة كهفِها المسحور
خارجًة إليَّ على يدَي زبَدٍ يفورُ
لها انفلاتُ النور من شفةِ الوطنْ
وبكيتُ
ساعدَني ظلامُ الصمت
إذ ألقَى سجاجيدَ احتضاري بين ميلادي وموتي
واستهان بغُربتي
وأنا أصيحُ : هوايَ مختلفٌ
تُجَرِّحُه الظِلالُ إذا تحفُّ به
ويحملهُ النسيمُ
لأين ؟
يمسكُني التكلُّفُ
والخلاءُ صدى عقيمٌ بالفضاء مُخَفَّفٌ
تتغيّرُ الأحوال
يرتجفُ السُُكون
وخارجون على الحقيقة يخلعون ثيابَ غُربتهم
وينطلقون
وحدَكَ واقفٌ
والسيلُ يكسِرُ غابة الأحلام
وحدَك
والحقيقة ُ في العراء تيبَّستْ بيَدِ الظلام
تصيحُ , تصمتُ
والحبيبة ُ غيمة ٌ عبرتْ
حسِبتَ سفينًة أخرى ونُوحا
حين مزَّقتَ الوُضوحَ عن الوضوح
عن احتباس الروح في نارٍ مهاجرةٍ خبتْ
ونسيتَ وقْفتكَ الوحيدةَ بين أقواس الجراح
نسيتَ
والأمواجُ تخطَفُ منك أغنيةَ الصباح
نسيتَ
والآلامُ في عينيك تعصِرُ زيتَ نبضِ الريح
مِن قيلولة المصباح
والأرواحُ / أرواحُ الجُدود تُطِلُّ من كهف الحدود
تصيحُ بالأمل الوحيد :
أنْ احملِ المشتاق
والمشتاقُ يسقطُ بين أوراق الخريف
أمامَ طاولةِ النجاح !!