طائر - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

لقطَ الحَبَّ وغنّى
لقطَ الحَبَّ وناح
والمدَى يهربُ من عينيه للسجنِ المُباح
أيها المبعوثُ للصمتِ رفيفا
ولميلادِ الهوى ظِلا وِريفا
بين كَدٍّ وارتياح
لم يعد ريشُكَ مخفوقا على الريح
ومضموما على التبريح
مخدُورَ الجناح
لم يعد عُشُّك يرعى ألفةَ الروض
ودنياك إذا تأتي وتمضي يتمنّاها البراح
لم تعُدْ للبسمةِ الثغرَ
وللأمنيةِ القدْرَ
وللأحلام مالا يخطَفُ العمرَ من الليلِ ُفتاتا للصباح
لقطَ الحَبَّ
وفي خوفٍ من الآتِي كبا
يلتمسُ الحُبَّ من الحربِ
وينسى فيلبِّي ُغربةَ الكوكبِ في الكون المُتاح
أيها المبعوثُ للظلماء بَرْقا
ولأسْر الروح في الآهاتِ عِتقا
ما تبقَّى لجناحيك من الفجر
لعينيك من الخُضرة والزهر
لأنفاسك من ديمومةِ العطر
لكي ترقَى إلى شمس البراح ؟
صلَبَ الأسمنتُ ِريقَ الذكريات
الوقتُ ضاق
القربُ أدناهُ الفراق
والعِناقُ : الموتُ أحياه النِفاق
والوفاق : الحلمُ , كفّاهُ اغتراقٌ واحتراق
والوفاءُ انكسرتْ شوكته قبل اختراقِ اليأس في ركْبِ الفلاح
آهِ
لم يبقَ ربيعٌ وشتاء
حبسَ الأسمنتُ فصلا بعد فصلٍ بين أقواس البكاء
مَن لنا يثقبُ جدرانَ الأسى للشمسِ ـ دربا ـ والهواء ؟
مَن لنا ................
والليلُ صاد المُنحنَى في شرَكِ الماء
فغاصَ السفرُ الدائمُ للوقت
فلم يمضِ ولم يأت اكتئابٌ وانشراح !!