معركة الكرسي - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

خلا الكرسيُّ فاستُلّتْ سيوفُ
وتاهتْ عن مخارجها حروفُ

لكلِّ مُبارزٍ جيشٌ عريضٌ
من الجوعى، وموعدهُ رغيفُ

يصولُ ، وللوساطةِ ألفُ وجهٍ
لكل لُحَيظةٍ وجهٌ أليفُ

وكمْ وعدَ الوسيطُ وكم تعدَّى
على وعدٍ له فأتى الخريفُ

وكرسيٌّ يتيمٌ، كيف يحظى
به تحت السما قلبٌ نظيفُ ؟

وقد حطّتْ على شمس الطوايا
بقايا الليلِ ، فابتدأ الوجيفُ

رمادٌ كلُّ جمر ٍ كان يوما
يعاندُ حظه وهو الضعيفُ

فكيف أرى بلادي اليومَ ترضى
على الكرسي مُعتركا يطوفُ

وترضى للكفاءة أيَّ قبر ٍ
إذا لم يرضَ وقفتهَا الرصيفُ ؟

فيا أسفي على بلدي أخيرا
مظالِمُنا بجبهتهِ كُسوفُ

وحين يفوز مُغتصِبٌ ، وينفي
جهودَ حياتنا ، يأتي النزيفُ

فنورُ الفجر جُرحٌ منه تُفضي
إلينا الشمسُ فهي دم شفيفُ

وماءُ النيل دمعٌ في الخلايا
يهدهدُ نايَهُ عبقٌ شريفُ

ومصرُ الآن لا ترضى جلوسا
على الكرسي يأخذ ُ، لا يُضيفُ

وتقبلُ كلَّ جهدٍ عبقري ٍّ
تعودُ به إلى الروضِ القطوفُ .