مُداومة - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

أمشي على ريح ٍ مُدَبَّبةٍ
خلاءٌ هابِط ٌمِن جنَّةٍ يُغري بدهشته ِ الحرائق
للطيورِ مسافة ُ العُري ِ التي يتشبَّثُ الماضي بحَيْرَتِها
ـ تُحِبُّ ؟
ـ وأنتِ ؟
ـ لا
أمشي وحيدا
للخُطى لَحََْمُ اكتمالي
وانحدارُ العظم ِ من شِقِّ النهايةِ قصَّفَ الأفلاك
آخرُ نقطةٍ في البحرِ أقربُ من أسى قبري
إذا جرفتْ سفينتهُ نُزولي
واستراح الوقتُ من شوكِ انقسامي في صحيفتهِ إذا تُطوَى وتُنشر
أجملُ الأفكارِ في الوهم الشتاتُ
وأجملُ الأحلام ِ في الألم المماتُ
وأجملُ الغاياتِ في الأرق ِ السُبات
وأجملُ الآتي مضَى
أمشي
ولا يمشي معي ألقٌ سعيدٌ خاصَمَ الدُنيا لأجْلِي
فالتقطتُ الحَبَّ من عينيه
أمشي
يُضرَمُ الزلزالُ في غيم احتمالاتي
وريح ٌ لا تردُّ خُطايَ , تثقبُني
وتحكي نصرَها للصمت
ما كانتْ جميلًة بوجهِ القمرِ الناقص ِ صِبغة ُ الكمال
الوقتُ صورة ُ الخيال
تخونُ هجعة َ قبرهِ على مسام النفَس ِ المسجون ِ في جزيرة الموت
احتميتُ من التمزُّق ِ بالرِّضا
ومن الرضا بالآه
فاختطفتْ رُؤايَ من الشِفاه
وضاع مِن عيني الفضا
أمشي على ريح ٍ مُدَبَّبةٍ
خلاءٌ هابط ٌ من جنّة ٍ يغفو على نغماتِ أحزاني
أسوِّرُ آخري باللعنةِ الأولى
وأحضنُ هجعة َ البُركان
أغفو حالمًا : أن أجِيجًا سيفور
يرتقي على يديهِ النورُ بي إلى نهارٍ سالِما
أصحو
ومازال الظلام
فلا أقوم ُ ولا أنام
وتسمع ُ الآلامُ دحرجتي إلى مُستنقع ِ الذكرى
تُناديني بأسماءٍ مُجَوَّفة ٍ
تسِيحُ بها العقاربُ
لا أقارِبُ بين صوتين
احتمالاتُ ارتطامي لا تضمُّ على الثرَى كفِّي
وآخِرُ أحرُفِي يهدي البداية َ أُلفَتِي !!