إرهاب - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

أغلقِ التلفازَ
قد أغرقنا سيلُ الدماء
وعيونُ الغسق الباردِ تلقي
حقدَها الأسودَ من سقف السماء
ربّما يبتكرُ الصمت فضاءً خارجَ الوقتِ
وماءً خارج الموجةِ منزوعَ الفناء
ربما ينتشلُ التاريخَ من صفحتهِ السوداء
أو يحفرُ مجرىً خارج الدنيا لتجميع البكاء
فجعتنا جثثُ القتلى من الأطفال
في طولكرم
في جينين
في غزة
في القدس
وفي ........
والحقدُ قبل المُنتهى لا يكتفي
مندفعًا بالحقدِ
بالحقد
وبالحقد / الوباء
فجعتنا جثثٌ يحضنها الصخرُ بنبضٍ
ذائبِ الدمع , كسيرِ الكبرياء
فجعتنا .........
وصراخٌ حائرٌ يلتفُّ ـ إذ حاصرَهُ النزفُ ـ دُروعا للوفاء
فجعتنا , جرَفتنا لمواويل الأسى الساكنِ في أرجائنا
منذ ُ بَنى صهيونُ قبراً / وطنا يحرقُ ريح الأنبياء
أغلقِ التلفازَ
واتركني وحيدا خارجَ العالم
فالعالمُ قد صار بعيدا عن ضمير الحقِّ
عن سرِّ البقاء
أين من يلهج بالعدلِ
وشعبٌ كامل في مِرجلٍ يغلي
وصهيونُ يدوس الصرخة / الشكوى / الترجِّي
بالحذاء ؟ .