سمح الدهر بأيام اللقا - عبد الله فكري

سمح الدهر بأيام اللقا
وشفى بالوصل منا حُرقا

زار من أهوى ونلت الأملا

وصبا بعد نواه وملا

كأسه صرفا وغنى رملا
وشذا عطر لماه عَبِقا

سمح الدهر بأيام اللقا
وشفى بالوصل منا حرقا

ناعس الأجفان لما ابتسما

خجلت من حسنه شمس السما

لي إلى برد لمى فيه ظما
هام قلبي فيه حتى احترقا

سمح الدهر بأيام اللقا
وشفى بالوصل منا حرقا

أيها الساقي عليّ أعطف ورق

واجتل الراح على عود ورق

ذهبا قد ذاب في كأس ورق
فوقه دُرّ الحباب انتسقا

سمح الدهر بأيام اللقا
وشفى بالوصل منا حرقا

ها هو القمري في الدوح ينوح

اذ رأى النمام بالسر يبوح

ونسيم الروض يغدو ويروح
وفؤاد النهر رعبا خفقا

سمح الدهر بأيام اللقا
وشفى بالوصل منا حرقا

وغصون الروض تيها مرحت

أتراها بلقاه فرحت

وخدود الورد منه فضحت
فالندى قد جال فيها عرقا

سمح الدهر بأيام اللقا
وشفى بالوصل منا حرقا

فاطرح باللَه ما قال النصوح

وأدرها في غُبوق وصُبوح

قهوة تخبر عن أيام نوح
لو ترى فيها لسان نطقا

سمح الدهر بأيام اللقا
وشفى بالوصل منا حرقا