مذ تجافت للبعد عنك جفونه - عبد الله فكري

مذ تجافت للبعد عنك جفونه
واصلته آلامه وشجونه

مستهام سرّت لبلواه أعدا
ء محب مضنى الفؤاد حزينه

كم له في هواك موقف ذل
بين أيديك عزفيه معينه

ظن أني أسلوك في حالة البع
د عذولي والآن خابت ظنونه

يا عذولي كرر ملامك حتى
يتسلى بذكره مفتونه

وأدر لي دون العتيق حديثاً
فيه أوصاف من أحب تزينه

لا تظن النفور ينقص من حسن
حبيبي أو الجفاء يشينه

ان رب العباد أودعه الحس
ن لعلم بأنه سيصونه

بدر تم لو كان للبدر لحظا
ه وتوريد خده وجبينه

أين للبدر مبسم فيه عقد
من جمان يسبى النهى مكنونه

وبه للمحب ماء حياة
دون إدراكه تحول منونه

غصن بان لو أن للغصن خدا
عانق الورد ضمنه يا سمينه

وغزال أستغفر اللَه من أي
ن لظبي هذا القوام ولينه

بل هو الحسن صاغه اللَه انسا
نا سويا تسبي النفوس جفونه

ما أحيلى يوم اجتمعنا بروض
أوردتنا ظلا ظليلا غصونه

كان فيه الرقيب غير قريب
والزمان الخؤن نامت عيونه

فهجرنا مرّ المدامة فيه
بحديث مستعذب مضمونه

ان في سكرنا من اللفظ واللح
ظ غناء عما تدير يمينه