إذا نام غرّ في دجى الخطب فاسهر - عبد الله فكري

إذا نام غرّ في دجى الخطب فاسهر
وقم للمعالي والعوالي شمر

وخلّ أحاديث الأماني فإنها
علالة نفس العاجلا المتحير

وسارع إلى ما رمت ما دمت قادراً
عليه فإن لم تبصر النجح فاصبر

ولا تأت أمراً لا ترجّى تمامه
ولا موردا ما لم تجد حسن مصدر

وأكثر من الشورى فإنك ان تصب
تجد مادحاً أو تخطئ الرأي تعذر

ولا تستشر في الأمر غير مجرّب
لأمثاله أو حازم متبصر

ولاتبغ رأياً من خؤن مخادع
ولا جاهلٍ غرٍّ قليل التدبر

فمن يتبع في الخطب خدعة خائن
يَعَضّ بنان النادم المتحسر

ومن يتبع في أمره رأي جاهل
يقده إلى أمر من الغيّ منكر

كمن يهتدي في جوف ظلماء داجر
بأكمه في نور الضحى غير مبصر

وكم من نصوح أبصر الخلف فانثنى
يبيع الهدى بالغيّ غير مفكر

ولا تصغ في ودّ الصديق لكاذب
نموم وان يعرض لك الشك فاخبُر

ولا تغترر تندم ولاتك طامعاً
تذل ولا تحقر سواك تحقر

وعوّد مقال الصدق نفسك وارضه
تصدّق ولا تركن إلى قول مفتري

ودع عنك إسراف العطاء ولا يكن
لكفيك في الانفاق امساك مقتر

ألا إن أوساط الأمور خيارها
مقال نبيّ عن هدى اللَه مخبر

وألأم هذا المال مال تصيبه
بظلم وتعطيه عطاء المبذر

وأكرمه مال أصيب بحقه
وأنفق في نهج من لاحق تير

وأشقى الورى من باع أخراه ضلة
بدنيا سواه وهو للغبن مشترى

وخير عباد اللَه أنفعهم لهم
كما جاء في قول النذير المبشر

فكن راغباً في الخير ما عشت وانتصب
لنفع الورى ما اسطعت والشر فاحذر

ولا تقف زلات العباد تعدّها
فلست على هذا الورى بمسيطر

ولا تتعرض لاعتراض عليهم
دع الخلق للخلاق تسلم وتؤجر